Nostalgy
ثم أتذكر، الآن، كيف بقيت أحد المرات تحت المطر بجانب حائط في المدينة الجامعية في باريس أستمع خلسة لطالبة أرمينية تعزفها... كانت تخطئ و تعيد الكرة (في الحركة الأولى.. الأصعب و الأكثر دويا و درامية)... تلك الولادة المستديمة، خمنت، كانت سر مقطوعة رخمانينوف... كانت لحظات من المعاناة الصرفة: من يطوع الآخر: البيانو أم أصابعها؟ كانت تبكي.. و كنت أبكي...
قبل أن أستمع إلى "بيانو كونشيرتو 2" جربت إلى ما لا نهاية الموسيقى الكلاسيكية... اعتقدت أني وجدت نبيي عندما جربت بتهوفين.. ثم رافيل... لكن كان تحيزي الفطري للفن الروسي قد جعلني فريسة طيعة لتشايكوفسكي... قرأت روايات و كتب عاصفة (مثل "الحب في زمن الكوليرا"... و حتى االمؤلف الهزلي و الدرامي في الآن نفسه "18 من بريمير" لماركس!!) على وقع الموسيقى المتكررة لتشايكوفسكي في غرفة مغلقة و مظلمة... كانت تلك من أروع لحظات مراهقة لا تنسى...
لكن نسيت كل شيء بمجرد أن استمعت إلى رخمانينوف... "بيانو كونشيرتو 2" (في ثلاثة حركات/شهقات)... ذلك المخاض بأتم ما في الكلمة من معنى.... خلق رخمانينوف مقطوعته في زمن كان يحتاج فيه لتأكيد ذاته بعد صراعات و أزمات نفسية كبيرة... و كان ذلك المخاض ما أحتاجه دائما... الولادة المستديمة
رابط على يو تيوب لرخمانينوف يعزف مقطوعته/مقطوعتي المفضلة