نحب من اللول نعمل ملاحظة لبعض الاخوة المدونين إلي لاحظت أنهم ممكن يتقلقو من مجرد الحديث عن موضوع الهوية إما على أساس أنو "موضوع شخصي" و إلا على أساس أنو يأدي لـ"الانقسام" و إلا على أساس أنو "موضوع متاع ماضي"... و نحب نفرق لهنا بين زوز أشياء: بين أنو من حق كل واحد منا أنو يعبر على رايو في مسألة الهوية بشكل عام سواء شنوة هو يظهرلو بش يقول شنية هويتو و إلا شنية هوية البلاد إلي يعيش فيها... و من جيهة أخرى أنو موضوع الهوية بغض النظر على الآراء متاع كل واحد منا هو في النهاية موضوع عندو خصائص معينة... و فمة إمكانية بش نتعرضولو بالنقاش العلمي و الجدي و الدقيق.. يعني باختصار كيفما من حق كل واحد يخلوض فيه في إطار حق و حرية التخلويض فإنو زادة راهو موضوع يستحق و انجمو نتناقشو فيه بجدية و من غير تخلويض... لكن في جميع الحالات يلزم ناقشوه... و غالط إلي يخمم أنو الموضوع هذاية مختلق و ما فماش علاش بش نحكيو عليه... لأني هذية فكرة غالطة... فمة علاش ناقشوه لأنو فمة نقاش و صراع قديم على طبيعة الهوية متاعنا... هذية حاجة مابداتش مع المدونات لأنو عمر المدونات عمر زغزغ و فروخ قدام عمر النقاش هذاية... و لهنا نحب نعمل ملاحظة جانبية: علاش نحنا في تونس نخافو من النقاش و الجدال؟ علاش حتى الناس إلي تحكي 24 ساعة و سبعة أيام في الجمعة على "حرية التعبير" و "الحوار" و "حق الاختلاف" تخاف من حلان المواضيع هذية، و ماذابيها كان ديما "وخيان" و علاش "تغشش في خوك"؟ يا جماعة راهو النقاش باهي... و نحكي على أنواع النقاش الكل لهنا... ميسالش كي يبدى فمة شوية تشنج و حجج متبادلة بقوة و حتى شوية بلادة و تمسخير.... راهي هذيكة ظاهرة صحية... موجودة في كل المجتمعات إلي عندها تقاليد النقاش.... بالعكس الحماسة في النقاش (مادام مانكفروش و ما نخونوش بعضنا و ما نطالبوش بقصان روس بعضنا) هي دليل على غيرة و رغبة في أنو نخدمو بلادنا...
نرجع لأصل الموضوع: المرة هذية بش نحكي بطريقة مبسطة على خاطر الأفكار المتوسطة و ما تحت المتوسطة (شوف معنى المتوسط و حتى ما تحت المتوسط إلي عملتو بالذمة للتدوينة هذية
لهنا) إلي نحب نحكي عليها ما نجم نحكي عليها كان بطريقة مبسطة و ما تستحقش نقاش بالفقهي و معمق برشة... بالمناسبة كنت تعرضت للنقاش هذا سابقا بطريقة جدية أكثر في إطار تدوينة 1 جوان حول "المغرب الكبير" (شوف
لهنا الجزء إلي نحكي فيه على "في الهوية الوطنية و المجال المغاربي")... و وقتها كنت نستنى من الناس إلي من المفروض تحب تناقش بش ترد و تناقش لكن طبعا و كيفما جرى في النقاش على العلمانية أكثر من تسمع حسو هو إلي بش يفصع وقتلي يجي الرسمي... أما يهرب جملة و إلا يهرب للسبان و تطييح القدر... النوعية هذية ما تستحق كان طريقة نقاش مبسطة بالمستوى إلي يحبو عليه... و بأقل تعب و لا مراجع أكاديمية لا هم يحزنون...
أفكار متوسطة على الهوية
مثال على الصنف هذاية التدوينة
هذية..
أولا، إدعاء أنو مقولة "الهوية العربية الإسلامية لتونس" هي فكرة متاع "القوميين العرب" مش ماهياش صحيحة أكهو و لكن فيها برشة مغالطة بش مانقولش كلمة أخرى... في نقاش التونسيين حول هويتهم مرينا بزوز لحظات مهمة برشة... اللحظة لولة كانت وقت صياغة الدستور على يد الجيل إلي حقق الاستقلال و إلي كان يملك الشرعية التاريخية لصياغة دستور البلاد.. و برغم كل الصراع القائم وقتها فإنو البند إلي في الدستور إلي حدد الهوية الثقافية متاع بلادنا (دينها الاسلام و لغتها العربية) كان عليه إجماع... و اللحظة الثانية كانت لحظة إمضاء "الميثاق الوطني" عام 1988 (و إلي يستحق التذكير خاصة أنو برشة مدونين شباب ما يعرفوش الوثيقة الهامة برشة هذية) و إلي صححو عليه معظم الحساسيات السياسية في البلاد (معترف بيها و غير معترف بيها) باستثناء طرف يساري راديكالي... و في الوثيقة هذية كان فمة تركيز خاص على الموضوع هذاية و توصيف أكثر دقة ملي موجود في الدستور... تقول الوثيقة في الفقرة الخاصة بالهوية (
هنا):
"إن هوية شعبنا عربية إسلامية متميزة تمتد جذورها في ماض بعيد حافل بالأمجاد وتتطلع إلى أن تكون قادرة على مجابهة تحديات العصر.
إن موقع بلادنا في منطقة كانت مهد حضارات إنسانية كبرىقد أهل شعبنا على مر العصور لأن تسهم في حضارة الإنسان وأكسبه القدرة على التجديدوالابتكار.لقد كانت قرطاج إحدى أعظم قوتين في العالم القديم وشعبنا يعتز بعبقرية حنبعل عتزازه يوغرطا كما تعتز تونس التي انطلقت منها فتوحات نشرت رسالة الحضارة العربية الإسلاميةفي ربوع المغرب العربي وشمال البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا بالعبقريات التي أنجبتهامثل الإمام سحنون والعلامة ابن خلدون والمصلح خير الدين.لذلك تمسكت تونس بعروبتهاوإسلامها باعتبارها جزءا من الوطن العربي ومن الأمة الإسلامية ولقد عمت اللغة العربيةأهلها فأصبحت منذ قرون لغة الخطاب والكتابة والثقافة وانتشر الإسلام بين سكانها دون أن تتنازعهم الملل والنحل.إن المجموعة الوطنية مدعوة لدعم اللغة العربية حتى تكون لغة التعامل والإدارة والتعليم والضرورة تقتضي التفتح على الحضارات وعلى اللغات الأخرى وخاصة لغات العلم والتقنية إلا أنه من الواضح أن لا تطوير للثقافة الوطنية بغير اللغة الوطنية ولا بد في هذا المجال إن نجتنب اغتراب النخبة عن الجماهير لما في ذلك من خطر على النخبة وعزلة الجماهير عن المعاصرة.إن التعريب مطلب حضاري متأكد وهو أهم الضمانات لتحويل المعاصرة إلى مكسب شعبي ولجعلها جزءا من الذهنية العامة ويتحتم السعي إلى تطوير اللغة الوطنية والارتقاء بها حتى تنهض بكفاية واقتدار العلم والتكنولوجيا والفكر المعاصر خلقا وإبداعا وحتى تسهم عن جدارة في حضارة الإنسان"
هذية وثيقة صححت عليها مختلف الحساسيات السياسية في بلادنا مش كان "القوميين العرب".... و كان الهدف منها الخروج من مرحلة بورقيبية كانت تقمع التعبير على العلاقة بين هويتنا الوطنية التونسية و بين طابعها السائد إلي هو عربي إسلامي... و الموقف البورقيبي في الحقيقة ماكانش مأدلج و إلي مبني على تنظير... كان مبني على اعتبارات سياسية بالأساس خاصة التخوف من تأثير الحركات القومية في المشرق على الوضع السياسي في تونس... و لكن مختلف الحساسيات السياسية فهمت أنو الصراع السياسي ما يلزمش يأدي لنفي حقيقة الهوية متاعنا و بالتالي تسييسها و تشويهها... لكن قعد فمة بعض التوانسة إلي يرفضو الإقرار بالهوية العربية الاسلامية متاع تونس لأسباب ايديولوجية مش لأسباب سياسية... و هذومة كانو ديما ضد الاعتراف بهوية خاصة بتونس... التيار اليساري هذا كان في الفترة الاستعمارية مش متأكد بالضبط هل بلادنا تستحق الاستقلال و إلا لا... حتى أنو كان في الهيكلة التنظيمية متاعو جزء من تنظيمات فرانسوية... كانو مثلا في "الحزب الشيوعي الفرنسي-فرع تونس" و إلا في النقابات متاع الفرنسيس و ضد تأسيس نقابات تونسية... و هذاكة علاش كانو فعليا على هامش الحركة الوطنية بالرغم إلي حاولو يلتحقو بيها وقتلي سايي كل يد شدت أختها... النوعية هذية كانت ترفض بالأساس الاعتراف بالهوية و الخصوصية الثقافية متاعنا و قعدت الرؤية هذية متواصلة حتى بعد الاستقلال... حتى أنو ورثائهم كانو في أواخر الستينات و السبعينات يكتبو أدبياتهم الايديولوجية بالفرنسية و أدبياتهم الدعائية بالدارجة لمجرد أنها "لغة الطبقة العاملة" و هذا أدى لصراع داخلي بين الناس إلي فاقت على رواحها و الناس إلي قعدت مش فايقة على رواحها و مازال موجود منهم الديناصورات هذومة بيناتنا لتوة.... فكرة "الهوية العربية الاسلامية" متاع تونس هي فكرة وطنية تونسية صميمة... ما عندهاش علاقة بتيار سياسي محدد و إلا تيار سياسي جاي من خارج تونس... نشأت في صياغتها الحديثة مع حركتنا الوطنية في مؤلفات و كتب كيف "تونس الشهيدة" متاع عبد العزيز الثعالبي و "نحن أمة" متاع علي البلهوان... و الحاجة إلي تستحق الانتباه لهنا أنو الأجيال هذية ماكانوش يراو إلي فمة تناقض بين أنو نعتزو و ندافعو على إنتمائنا الوطني التونسي و بين الإقرار بالطابع العربي الإسلامي في هويتنا الثقافية... الناس إلي عندها عقدة إيديولوجية من الهوية العربية الاسلامية متاع تونس هي ناس "رجعية".... استانسنا الحقيقة بتلصيق الكلمة هذية كان بتيارات دينية معينة لكنها في الحقيقة تنطبق زادة على سلوكيات ايديولوجية "تقدمية" من النوع هذا تحب تفسخ النقاش و لحظات الإجماع النادرة إلي جرات و عاود من جديد... راهو ماعندناش وقت في تونس للتخلويض هذاية..
ثانيا، كي واحد يقول راهو هوية تونس عربية إسلامية ما يعنيش بالضرورة إلي المعطيات الحضارية ما قبل المرحلة العربية الإسلامية ما عندهاش تواصل في المرحلة هذية... كنت علقت على مقال الذوادي إلي خرج في الصباح (إلي "نمجد و نشكر" فيه؟!) و قلت إلي كنت نفضل إلي يكتبو مختص في التاريخ الثقافي لأني نعرف إلي المختصين في علم الاجتماع يتعاملوساعات مع بعض الظواهر بطريقة لاتاريخية... و هذا ماعندوش علاقة بمقولة "الهوية العربية الإسلامية" لتونس... هذية مسألة منهج... تصوير مقولة الهوية العربية الإسلامية لتونس تحت عنوان إلي هي تدافع ضرورة على"هوية نقية" و هوية تنفي إلي قبلها يأدي للتناقض مع فكرة أنو الهوية "تراكم".... لأنو "التراكم" في ذاتو ما يعنيش نفي وجود هوية محددة يا جماعة... الحضارة العربية الإسلامية (حتى و خاصة في "الحجر" و العمارة و الفنون) تكونت في علاقة تفاعلية مع إلي سبقها و مع المحيط بيها... و بالنسبة لمنطقة "المغرب" (كيفما تتسمى في المصادر العربية) كيفها كيف مثلا العراق و إلا الشام فإنو المعطيات إلي كانت موجودة قبل الإسلام أثرت في تشكل المنطقة هذيكة... بلوغة أخرى نقد التصور اللاتاريخي للهوية العربية الاسلامية متاع تونس ما يعنيش عدم وجود هوية محددة إلي هي عربية إسلامية في الحالة هذية تشكلت تاريخيا... كيف في حالات متاع شعوب أخرى: مثلا وجود هوية محددة في إيطاليا إلي هي الهوية الإيطالية وقع الوعي بيها في القرن 19 (و لو أنها موجودة قبل) ما يعنيش إلي هي ماهياش ناتجة على تراكم تاريخي فيه المعطيات اللاتينية و الإتروسكية و النورمانية.... الهوية اليابانية موجودة و هي هوية محددة بالرغم من وجود تراكم تاريخي فيه حتى الصيني و الهندي-البوذي... بش نكرر مرة أخرى للي يفهمو بالتكعرير: التراكم التاريخي لتشكل الهوية ما يعنيش عدم وجود هوية معينة و محددة.. ملاحظة على التراكم: ما فماش حدود زمنية معينة و محددة لوقوع التراكم هذاية سواء "عشرة قرون" و إلا خمسة و إلا أكثر و إلا أقل...
ثالثا، تعريب "المغرب" بما في ذلك الجزء إلي نسميوه تونس توة تم قبل "الزحف الهلالي".. فكرة أنو "الزحف الهيلالي" هو إلي عمل التعريب هي فكرة شعبوية توة تجاوزها الزمن في الأبحاث التاريخية... كانت قبل موجودة وقتلي بعض المؤرخين متاع عام ككح كانو يصيغو التاريخ على أساس الثقة المطلقة و تصديق كل ما تقولو المصادر... مثلا ياخذو فكرة التعريب الهلالي من "تاريخ ابن خلدون" و ما يحاولوش يقارنو المصادر المكتوبة ببعضها و إلا مقارنتها بالمصادر غير المكتوبة.... و أنا ماعنديش مشكل أنو أي واحد يحكي في التاريخ حتى كي يبدا "مهندس في الزراعة البرمائية"... أما كان بش يبدى يتفقهلي في التاريخ من غير "ماتريال" و قتها نقولو سامحني... نقصلي من الغرور و النرجسية و برة اثني الركبة و اقرى مقال يصلح...
رابعا، و هذية كيف كيف عندها علاقة بالتفقه الفارغ (من غير ماتريال) في التاريخ... حكاية الإمارات "ذات الأصول الأمازيغية"... هذية كلمة فضفاضة تاخذ عليها صفر و نصف في امتحان التاريخ... ممكن قراها البعض في الابتدائي أما من الناحية العلمية ماعندها حتى معنى لأنو إلي بش يعرف الإمارات المرابطية و الموحدية و نزيد لهنا الصنهاجية بأنو "أصولها أمازيغية" فإنو يسقط في تعاريف مسيسة على موضوع معقد برشة... كل الإمارات هذية أسستها مجموعات قبلية بربرية معربة... "أصولها" العرقية حاجة ماعندها معنى إلا إذا كان يهمك تركيبة "الآ دي أن" متاعها... كان خطابهم السياسي و الثقافي-الديني متأسس ضمن المنظومة العربية الإسلامية من حيث رموزها و إلا غيرو... صحيح "أصولهم" العرقية مش هي متاع "البويهيين" و "السلاجقة" لكن شنية دخل هذا بموضوع هويتهم الثقافية. إلا إذا كان تتبنى التحليل النازي الهتلري إلي يحدد الهوية على أسس عرقية.. كانو يحكيو نفس "اللغة" السياسية و الثقافية متاع البويهيين و المماليك و غيرهم... و كانو ساعات حلفاء متاع ناس من أعراق أخرى... مثلا الصنهاجيين إلي "أصلهم" بربري و هومة قبيلة متعربة (قبل الزحف الهلالي) كانو في تحالف مذهبي و سياسي لما يزيد على القرن مع ناس من "أصل" (عرق) آخر إلي هوما مدعين الانتساب للعائلة العلوية و النسب الفاطمي... و وقتلي هذومة مشاو لمصر و وسعو في الدولة الفاطمية هزو معاهم أطر و خلفيات سياسية و حضارية (و حتى فنية معمارية) طوروها في "إفريقية" (مجال تونس الراهن تقريبا) و هذيكة من الأشياء إلي قعدت و استمرت مع دولة المماليك في مصر.... هذية هي المنظومة الثقافية العربية الاسلامية إلي تخلي مثلا ابن خلدون يكون وزير في "المغرب" و قتلي عمرو عشرين سنة و قاضي في القاهرة (تحت "المماليك") وقتلي مات. و مفاوض مع المغول في دمشق لمصلحة مماليك سوريا قبل ما يموت..
خامسا، وقتلي نقولو إلي هوية تونس عربية إسلامية ما يعنيش إلي هي ماعندها حتى خصوصية و كيفها كيف السودان و إلا مصر و إلا غيرهم من البلدان العربية الاسلامية... كل مجال جغراسياسي عندو التعريف إلي ينسابو للهوية الثقافية و ما فماش تعريف كوني و أبدي لمفاهيم كيف "الأمة" (بعكس العادة الستالينية متاع بعض الناس إلي عندها روسات/وصفة جاهزة تحدد على أساسها تعريف "الأمة")... يظهرلي بالنسبة لبلداننا العربية الاسلامية فمة فرق بين زوز مستويات متاع هوية: "هوية وطنية" و "هوية ثقافية" (كنت ناقشت بالتفصيل الموضوع هذاية في علاقة بتونس و المغرب العربي في تدوينة 1 جوان)... الهوية الوطنية تشكلت أساسا في أطر سياسية تحديدا في علاقة باستقرار دولة معينة ضمن مجال ترابي معين... و تأثر من خلال الوضعية هذيكة في تشكيل خصوصيات ثقافية للمجال هذاكة.... لكن الخصوصيات هذيكة كيف مثلا اللهجة ما تعنيش أنها تنتمي لفضاء مستقل بشكل كامل على الفضاء العربي الإسلامي.... و هذا يظهر خاصة في المناطق "الحدودية" (مناطق "التخوم") وين اللهجات مثلا تولي أقرب لبعضها من قربها للمركز... و تلعب بالشكل هذاكة دور الجسر بين مختلف اللهجات الوطنية القائمة...
أفكار ما تحت المتوسطة على الهوية
هذية الأفكار إلي تنجمو تلقاوها
لهنا و إلي يظهرلي ماعادش متوسطة (كيفما كنت نسخايل
قبل) و ولات تستحق توصيف آخر (ما تحت متوسطة) من كثرة التخلويض إلي فيها...
أولا، الهوية الثقافية متاع أي لغة ما تتحددش بأصول الكلمات و المفردات إلي فيها... عشرة في الميا من مفردات اللغة البرتغالية هي مفردات عربية لكن رغم هذاكة تقعد لغة برتغالية... إلي يحدد هذيكة لغة مستقلة بذاتها و إلا لا مجموعة من المعطيات الألسنية الخاصة بيها إلي تتشكل في نظام لغوي كامل... بلغة أخرى ماهياش "حجة" كي واحد يجمل كلمات ماهياش عربية في اللهجة التونسية و يقول "وجدتها" شكون مازال ينجم يقولي هذية عندها علاقة بالعربية... هذاية يتسمى تفوريخ علمي... يلزم أي واحد من النوع هذا يلقف روحو و يحضر في سيمينار متاع ألسنية و إلا فلسفة اللغة بش ما يضحكش عليه الناس كي يدخل لنقاش من النوع هذاية... العربية الفصحى نفسها معبية بالمفردات غير العربية لكنها تقعد لغة قايمة بذاتها... ما فماش حاجة مستقلة إسمها لغة تونسية لمجرد وجود مفردات كيف هكة... عندنا تبارك الله برشة علماء لغة و جامعيين مختصين و بخلاف الهادي البالغ (إلي اختصاصو بروباغندا و آداب فرنسية) حتى واحد منهم يحترم ميدانو ما ينجم يقولك فمة "لغة تونسية" و إلي الدارجة ما هياش لهجة من لهجات العربية... إلي يلزم نستنتجوه من تنوع أصول مفردات أي لغة (و هي ظاهرة موجودة في معظم لغات العالم بما فيها اللغة العربية و لهجاتها) هو أنو برغم الاختلافات الثقافية فإنو اللغات كائنات حية تاخذ من بعضها بش تنجم تعيش و هكاكة تتأقلم و تتطور... مثلا فمة "لسان مشترك" بين بحارة البحر المتوسط يتسمى "اللينغوا فرانكا" و هذية مش لغة قايمة بذاتها لكن قاموس من المفردات من أصول لغوية متنوعة مستعمل من قبل الناس إلي تعيش على ضفاف البحر المتوسط و يوري قداش اللغات متاع الشعوب إلي تعيش في الفضاء هذاية تتلاقح ببعضها رغم تاريخ الصراع بيناتهم.. و كنت حكيت في الموضوع هذا سابقا
هنا
ثانيا، الاعتراف بالخصوصيات الثقافية و القومية مايعنيش أنو الواحد يرفض العالم إلي نعيشوه متاع التنوع الثقافي... هذية بالحق فكرة ماتحت المتوسط بامتياز... هنا فمة تشابه مع فكرة هانتنغتون متاع "صدام الحضارات" لأنو في الحالتين فمة اعتقاد أنو مجرد الاختلاف الثقافي يأدي للصراع و التقاتل... أكثر الدول المنخرطة في "العولمة" و المستفيدة منها هي دول تعترف و تعتز بخصوصياتها الثقافية كيف اليابان و الصين... المشكل مش في الاعتراف و الاعتزاز بخصوصياتنا و لكن بتحويل الخصوصيات هذية الى حاجز قدام تطورنا... يظهرلي مش لازم تضييع برشة وقت في الموضوع هذاية..
ثالثا، كي نقولو فمة هوية محددة لمجتمع معين ما يعنيش إلي الناس الكل بدون استثناء ينتميو للهوية هذيكة... هذاكة علاش فمة في النقاش العلمي حول مفاهيم الهوية و القومية مفهوم "الأقلية"... مثلا "الهوية الإسبانية" موجودة رغم إلي فمة أقليات كبيرة في المجال الجغرافي الاسباني كيف الكاتالونيين و الباسك... ما يولي فمة مشكل إلا إذا تم قمع الأقلية هذيكة في حقها في التعبير الثقافي أو منع المنتمين ليها من بقية حقوقهم المدنية... و فمة حالات تخرج من الأقليات عناصر إلي تكون رموز متاع الهوية السائدة سواء في بعدها الثقافي أو القومي... أبرز مثال إلي ينجم يفاجئ البعض أنو رمز القومية التركية ("أب الأتراك") مصطفى كمال أتاتورك هو من عايلة كردية... لكن في تركيا فمة مشكل لأنو فمة تخوف مبالغ فيه من منح الأكراد حقوقهم الثقافية... كيف كيف بالنسبة للجانب الديني من أي هوية ثقافية... مش مهم انتماء الناس الكل للدين هذاكة لأنو الدين مش عقيدة فحسب بل هو ثقافة... مثلا برشة علماء دين و فلاسفة يهود و مسيحيين عاشو في مراحل تاريخية في ممالك و إمارات عربية و اسلامية كانو يفكرو من داخل أطر الفسلفة النيوأفلاطونية الإسلامية و حتى في أطر علم الكلام الإسلامي...
و... أكهو... يظهرلي يزي لحد لهنا... حتاش لين يتجدد النقاش.... انشالله وقتها الأفكار المتوسطة ماعادش تولي متوسطة... و الأفكار ما تحت المتوسطة تولي... متوسطة.. فيه البركة...