الجمعة، ديسمبر 14، 2007

الموت البطيئ


للأسف الوضعية الصحية للاساتذة المضربين عن الطعام في مقر نقابة التعليم الثانوي بصدد التدهور... لكن هذا أمر متوقع: معادلة "الجوع لرد الجوع" معادلة فيها تحدي للطبيعة... الإضراب عن الطعام ليس "حفلة عشاء أو نزهة".... لكن لا يتميز أي إضراب عن الطعام بكثير من الصخب.... على العكس: فيه الكثير من الهدوء و الصمت... أتذكر الآن نفس المشهد عندما زرت مقر المضربين النقابيين إحتجاجا على التجريد أواسط الثمانيات... المشهد المميز و النمطي في آن هو "الجراري" و "المخادد" و "الفراشيات"... مع كثير من الماء و السكر.... مشهد يشبه تقضية فترة "نقاهة" في أحد المنتجعات...هذا المشهد الخادع مأساوي في ذاته... ربما تحركنا الدماء أكثر من الموت البطيئ و"النقي"... لكن في الحالتين نحن نشهد مجزرة... فوق كل ذلك يبدو أنه وقع حجب المدونة (لماذا الآن بالتحديد و ليس قبل أشهر؟ اللهجة المعتدلة التي لم تقع لا في الشخصنة أو التسييس هي نفس اللهجة المتواصلة منذ البداية... و رغم ذلك وقع الحجب)... موت بطيئ آخر... صامت و من دون إنفجارات أو دماء... بعيدا عن هذه الدراما الرمادية هناك سؤال أصبح حتميا: لماذا يقع تقرير الاضراب العام في بداية شهر جانفي بشكل يضع المضربين عن الطعام أما تحدي شبه مستحيل يفرض عليهم الاستمرار في إضراب الجوع حتى ذلك التاريخ؟

0 التعليقات: