الجمعة، فيفري 27، 2009

الانسحاب من العراق.. إمساك العصا من الوسط

بسرعة ملاحظة حول خطة الانسحاب التي أعلن عنها أوباما منذ حين... كنت تعرضت للموضوع في مقال سابق (هنا صورة و هنا في صيغة بي دي أف)... كان عندي الكثير أيضا لقوله في اطار مشروع دراسة مطولة حول السياسة الخارجية للادارة الجديدة مازلت لم أجد الوقت الكافي لإنجازها...

المهم في نهاية الامر أمسك أوباما بالعصا من الوسط... ألغام الادارة المتخلية و من ثمة قيادة الجيش الحالية خاصة الاتفاقية الامنية التي تمدد وجود قوات احتلال الى نهاية سنة 2011 تم إقرارها.. لكن القوة العسكرية التي ستبقى ستكون محدودة (بين 35 ألف و 50 ألف) و بعيدة عن العيان (على الأرجح في ثكنات كبرى في مناطق معزولة في الشمال أو في مناطق شبه صحراوية في الوسط) و الأهم "إنهاء عمليات الحرب" (يعني انخراط القوات الامريكية في عمليات عسكرية روتينية في الداخل) سينتهي في أوت 2010 (أي عوض 16 شهر تم الاعلان عنها في الحملة 18 شهر).. إمساك أوباما العصا من الوسط يعكس نقطة أساسية: وعيه و حقيقة الصراع الراهن (و الذي ستنامى) مع القيادات العسكرية الامريكية أو بعضها على الأقل (تحديدا القيادة الراهنة) و التي من الواضح أنها لم تكن موافقة على الخطة التي تم إعلانها اليوم... مصطلحات مثل "استمعت" (في اشارة لمشاوراته مع هيئة رئاسة الأركان) و "يجب أن نأخذ موقفا" من موضوع مراجعة الخطة العسكرية التي أعلن عنها منذ فوزه بالرئاسة تعكس ذلك... كانت هناك دائما تسريبات حول هذا الصراع خلال الأشهر الماضية...

في جميع الأحوال اليوم تم الاعلان رسميا عن فشل مشروع النيومحافظين في العراق... حيث كان هناك نية معلنة عن خطة للبقاء على الأقل حتى سنة 2050... برغم فوضى الحرب الاهلية التي ساهمت في حدوثها أطراف كيف القاعدة إلي أنو قوى مقاومة عراقية (هي نفسها أخذت موقفا من القاعدة في نهاية الامر) حققت عمليا هدفها: الاعلان جدول محدد للانسحاب الكامل لقوات الاحتلال...

ملاحظة أخيرة: هدف المرحلة الانتقالية لم يتعرض الى "عراق ديمقراطي" بل عراق موحد و مستقر و قادر على العيش في محيطه و حليف لأمريكا... و هذا مدخل للنقطة الأخرى: إيجاد خطة عامة للمنطقة يعني تفاهمات عامة تشمل العراق بما في ذلك مع إيران و سوريا الذين سماهما بالاسم في الخطاب.. الاشارة الأخرى الى سوريا هي موضوع اللائجين العراقيين الذين يوجد معظمهم في سوريا.. تسوية موضوعهم في علاقة بسوريا

الخميس، فيفري 26، 2009

وسواس؟... أو كيف تحول وجهة نقاش؟

بعد "النقاش" إلي جرى حول الاسلاموفوبيا ليام إلي فاتو نحب نعمل بعض الملاحظات...

"النقاش" ما بداش بش أصلا يوفى... و "النقاش" هذا مطروح و بش يتطرح في البلوقوسفير و خارج البلوقوسفير يعني في الحياتوسفير على خاطر عندي الانطباع إلي بعض الناس عايشة أكثر من اللازم في البلوقوسفير لدرجة أنها تعتقد أنو هذاكة هو عالم التفكير و الحياة و النقاش... بشكل عام كان من المثير للانتباه حالة الهستيريا و التجمهر و الحشد و التضامن الايديولوجي بين بعض المدونين في الوقت إلي مازلنا كيف بدينا... لكن الصورة مش سوداوية تماما: برغم الاختلاف في وجهات النظر فإنو بعض المدونين حاولو يساهمو في النقاش هذا بهدوء و بجدية... و الله حتى المدونين الأخرين كانو شادين الثنية و مبعد دواعي التفرفيط و التضامن الايديولوجي خلاهم يجريو للحشد و الاحتشاد و الميل للصحب الافتراضية و غير الافتراضية لأنو "التحليق" (ثلاث نقاط فوق القفا) في وضعنا التونسي الراهن كيف في البلوقوسفير أهم من أي "قضية" أخرى.. الشي إلي يعكس حالة الفراغ إلي يعيشوها الكثير من الناس

لحد اللحظة هذية في "النقاش" هذا ما سبيت حتى شخص حتى وقتلي تعرضت للسب في مدونتي و في مدونات أخرى.. و هذا واقع مش شعاراتية و مسكنة... السبان بقدرة ربي الكل قادرين عليه... لكنو ما عادش يغويني... خاصة في معارك تتحول إلي مبارزات وهمية مشخصنة من النوع هذا... الشي المثير للانتباه أنو "القضية" ولات شخصي أنا... القضية توة هي "تسلط الاكاديمي المغرور"... بالرغم إلي التقييم هذا فيه تناقض يعكس العجز على النقاش و الهروب منو.. التناقض إلي هو عنوان لتجنب النقاش و شعار حملة أخرى متاع حشد و تجمهر و هستيريا... من شيرة ما يقعش النظر لمضمون النص متاعك بل يقع قولبت و تصنيف نصك في أحد صفاتك و مجالات حياتك يعني الاكاديمية... كيفاش تقول "شنوة الحالة هذية؟" و "انت دكتور"... كيف تكتب نص بالدارجة فيه شوية روابط ما يقعش الرد على مضمونو لكن يقع "الرد" عليه بأنو "أكاديمي ياسر" و "استعراض عضلات" أكاديمية... و من شيرة أخرى تتكتب معلقات حول كيفاش إنت معتد بنفسك و تعرض علينا في شهايدك... ثم طبعا يولي تهجم على شهايدك ما تصلح شي و صدفة و كلام هستيري آخر...

هههههههه.... لكن بالله شكون جبد على الشهايد و الصفات الاكاديمية في "النقاش" هذا الكل أصلا؟!!!... مجرد وصف تدوينتي بأنها "اكاديمية" "يدعو للضحك فما بالك بوصفها بأنها "اكاديمية ياسر" و يدفعني أني نتساءل على مهفهوهم لكلمة "اكاديميا"... شنوة الحالة هذية (آه حقة ما يلزمنيش نقول "الكلام بذيئ" هذاية "بوصفي دكتور")... في حتى تدوينة ما تعرضت للنقطة هذية... يعني كيف يجيني واحد يقولي حاجة الثقافة العامة وحدها تقول أنها غالطة فما بالك اذا كان صادف انها عندها علاقة باهتصاصي.. نسكت و نقول لا ما يجيش.. خلي نطفي الضو بالكشي تولي استعراض عضلات؟؟!! زعمة مش صبان ما على اليدين (آه حقة حتى هذية يظهرلي مش باهي نقولها "بوصفي دكتور يحترم نفسو" هههههه) ماعادش يولي "نقاش" وقتها؟ التدوينات إلي كتبتهم و الردود ما عمري ما شديت واحد قتلو "لا أنا طيارة عليك ما تناقشنيش عندي شهايد راهو؟"... بالعكس برغم السبان و الكلام خارج الموضوع و محاولة جري لمواضيع جانبية تستهدف تقييم شمولي و مؤامراتي يضحك لشخصي قائم على أسس من نوع الجرايد و المواقع إلي نكتب فيهم قعدت شادد الصحيح في الكلام المتعلق حصرا بموضوع الاسلاموفوبيا... و حتى كيف تجرى عندي تعليقات حتى مساندة تتجبد فيها صفتي الاكاديمية قلت بصريح العبارة إلي هذا موضوع الناس الكل تنجم و يلزم تنقاش فيه يعني بمعزل عن صفاتهم الاكاديمية... إلي صاير أنو فمة خلط بين مواضيع و معضلات أخرى و يقع تعليق تجنب المحاججة و الهروب من النقاش عليها..

موضوع الصفة العلنية للمدونين مقابل الصفة غير المعلنة لبعض المدونين الاخرين (إلي هي مسألة حكيت عليها قبل و كنت نرى دائما أنها مجرد اختيار شخصي ناتج على ظروف كل شخص الخاصة.. بحيث من الناحية المبدئية ما فماش علاش وضعان الطرف هذا أو الطرف لاخر في القفص لأنو ما فماش مقاييس موضوعية لحسم المسألة هذية) الموضوع هذا يولي مدخل لاختلاق صورة الشخص المعتد و المغرور و جعلها هي الهاجس و المشكلة في أي نقاش عوض التركيز على موضوع النقاش نفسو.... لكن حتى حد ما يقول علاش كيفاش هذا يصير.. و وين صاير.. هل وجود الصفات الاكاديمية متاعي الى جاني صفاتي الشخصية في البروفيل متاع مدونات "البلوقر" متاعي هو إلي يخلي إلي نكتب فيه في موضوع الاسلامفوبيا في وحدة من المدونات هذيكة ممارسة لاستعراض العضلات الاكاديمية؟ ما يتسماش هذا وسواس بما أنو جبدنا الوضعيات النفسية المختلة؟

الشي إلي حاصل هو عكس هذا بالضبط.. خليني نعاود نحط لهنا جزء من تعليق حطيتو في علاقة بالموضوع هذا في تدوينتي السابقة لمن يهمهم الأمر... وقتلي دخلت لعالم البلوقوسفير دخلت فعلا من منطلق بش نعمل مدونة "أوتلات" (outlet) لاهتماماتي الاكاديمية.. هذاكة كان الهدف من مدونتي حول "الفن الاسلامي" إلي بديتها سنة 2005... و هذاكة علاش البروفيل متاعي في "البلوغر" فيه صفتي الاكاديمية مش الشخصية فحسب... لكن مدونتي هذية ("أفكار ليلية") إلي حليتها بعد بعامين على نفس الكومت متاع بلوغر و بالتالي على نفس البروفيل كان الهدف منها شخصي... أنو "طارق الكحلاوي" المواطن التونسي و ببقية الصفات متاعو يعبر على رايو بأشكال مبسطة لكن مش تسطيحية.. قررت أني نكتب بالدارجة بالرغم فمة العديد من الناس بمن فيهم أصدق الاصدقاء قالولي ما يجيش تحكي في أمور مهمة بالدارجة.. لكن ما عمري ما تعاملت مع المدونة هذية (يعني "أفكار ليلية") بأنها مجال للبحث الاكاديمي... لكن في نفس الوقت تعودت أني كيف نكتب حاجة في المدونة هذية نحاول على الاقل أحيانا أني نتعمق فيها و نتعامل مع النصوص إلي نعلق عليهم (كيف حصل المرة لخرة) بجدية و خاصة بمعزل على صفاتهم الشخصة و مؤهلاتهم الاكاديمية و لكن بالتحديد و التخصيص على نصوصهم.. هل التعمق في موضوع و التعامل معاه بجدية كافي بش نعتبروه "نص أكاديمي"؟؟!!... الهدف من مدونتي هذية و من مشاركتي في مدونات جماعية مكتوبة و صوتية كيف الرديون هو أنو حتى و كان شخص في الاكاديميا فإنو مش من حقو يتعامل بحقرة مع ناس مع عندهاش نفس شهايدو لأني نمن إلي المعرفة مش مرتبطة طرديا و ضرورة بالشهايد... و نعرف الكثير من الناس إلي ما حالفهمش الحظ في الدراسة تعرف و تحلل بآلاف المرات خير من ناس عندها شهايد... من ناحيتي قاعد نفذ عمليا في ايماني هذاية مش شعاراتيا...

مرة أخرى نقول عدم تصنيف الناس على أساس شهايدهم و تجاوز عقدة الشهايد ماهيش حاجة شعاراتية بالنسبة لي (كيف بعض المعقدين و السابحين ليلا نهارا في الشعارات) بل حاجة نمارس فيها عمليا... الكثير من المدونين إلي تعرفت عليهم في اطار البلوقوسفير يعرفو الشي هذا... نحب نذكر حاجة بالمناسبة هذية جراتلي الصيف إلي فات... مثقف و أكاديمي تونسي معروف مش لازم ذكر إسمو أول حاجة قالهالي بعدما قابلتو: "آش لزك اطيح في قدرك.. عامل مدونة؟"... تغششت منها الكلمة في البداية لكنها لخصتلي عقلية أخرى مش ممثلة في البلوقوسفير... عقلية الاكاديمي التونسي إلي يتعامل مع غيرو بعقلية متعالية و يرفض أصلا أنو يعمل قهوة مع واحد مش "مستواه" فما بالك يتناقش معاه... عقلية الاستاذ الجامعي إلي يرفض أنو حتى يسلم خارج القسم على الطالب متاعو و لهنا ما نحكيش على جميع الاساتذة الجامعيين بل نسبة لاباس بيها... عقلية مريضة نعرفها جيدا بما أني درست في الجامعة التونسية و خالطت بعض "الوجوه المثقفة" في بلادنا... لأنو وضع الوسواس موجود في الزوز اتجاهات

الحقيقة أننا في حاجة مش لأقل و لكن لأكثر أكاديميين و مختصين يشاركو في البلوقوسفير.. لأنوالاختصاص مش سبة.. كيف فمة ناس تفهم خير في العلوم النووية فمة تخصص في العلوم الانسانية المختلفة... التخصص مش عيب بل فايدة للناس.. و ما فماش حتى حد مهما كان مختص (فما بالك مش مختص) ينجم يطلق أحكام عامة و استنتاجات كيف الوحي منفصل على التراكم المعرفي البشري.... نحنا في حاجة لأكثر أكاديميين و أساتذة جامعيين توانسة أنهم يشاركو في نقاش المواضيع الكبيرة في إطار البلوقوسفير أو في أطر أخرى لأنو من المعضلات إلي تعيشها بلادنا منذ 15 سنة على الاقل هي استقالة جموع كبيرة من أكاديميينا من الشأن العام... لكن الأهم من هذاكة في حاجة لأكثر جدية في البلقوسفير في نقاش مواضيع جدية سواء بأكاديميين أو بغير أكادميين... كل من يقرى المدونة هذية ملي بدات يعرف إلي في كثير من الاحيان تمشي للسخرية و الكلام الانطباعي إلي أي شخص ينجم يقولو (هههههههه إي حتى "الدكتور" يقول الكلام الانطباعي في حياتو و خارج القسم و المجال الاكاديمي إلي ينشط فيه... بما أنو بشر من لحم و دم... يا و الله أحوال)... لكن الموضوع هو إلي يحدد طريقة تحليل أي شي... فمة مواضيع تستحق الجدية و كل واحد و طريقتو في الجدية... و كيف ما قلت الفوق ما يلزمكش مختص في "علم اليدني" بش تقوم بتحليل جدي من غير عقد لأي ظاهرة... فمة البعض يعتقد التدوين تبديل الجو و تفدليك.. و هذا عادي جدا لأنو ما فماش قانون و سلط في التدوين تقولك كيفاش ادون... التدوين وسيلة مش مضمون عندو بعد واحد... و للسبب هذاكة بالضبط ينجم يكون جدي زادة (مش أكاديمي... هذاكة عندو مجلاتو و جمهورو الأطر الخاصة متاعو)... مثلا في السياق إلي عايش فيه يعني في أمريكا فمة تنوع كبير... كيفما فمة مدونات متاع تبديل جو و تتحدث على روتين الحياة اليومية فمة مدونات تتناول بجدية مواضيع كبيرة لدرجة أنها ولات تساهم في صنع الرأي العام و الكتاب متاعها (بمعزل على تنوع خلفياتهم من أكاديميين إلي محامين إلي غير ذلك) تحولو إلي صناع للرأي العام... و هذية مثلا مواقع مشاركين فيها مدونين (بخلفيات مختلفة بما فيها الاكاديمية المعلنة) تحولت عمليا لمواقع رئيسية في المشهد الفكري و الاعلامي (هنا و هنا و هنا)... مع فارق الوضعيات فإنو هذا يعني إلي مش حرام و إلا ما يجيش و عيب بش واحد يحط في البروفيل متاع مدونتي صفتو الاكاديمية و لكن يكتب بطريقتو المبسطة و لكن بجدية (مش أكاديمية) و يحاول يتعمق في أي موضوع... كيف تولي هذية تهمة و صفة يقع الحرص على تجنبها ما هو إلا دلالة أخرى على الانحطاط إلي فيه وضعنا الفكري بأنواعو المختلفة... على خاطر التفكير ذي البعد الواحد و الاطلاقي موجود في وجوه مختلفة "الديني" و "التقدمي" كيفما قالنا البرباش (هنا) بطريقتو البسيطة و إلي تعكس عين التونسي الساخرة...

نقاش حقيقي و معمق في تونس بعيد على المعتقدات الاطلاقية ذات البعد الواحد حول مواضيع سياسية فكرية مختلفة بش يصير آجلا أم عاجلا.. في البولوقسفير أو في الحياتوسفير... لأنو ماعندناش خيار آخر... إما الهمجية (و الهمجية الكروية السائدة مش بعيدة على الهمجية الثقافية السائدة) أو الحوار.. ما عندناش خيار ثالث... التهرب من الاستحقاق هذاية في القوالب الجاهزة و في الاطر الايديولوجية الاطلاقية إلي تححق راحة نفسية ربما يأجل الاستحقاق هذا لكن ماهوش بديل ليه...

المرة الجاية نواصل بالمقال الثالث على الاسلاموفوبيا و تعليق أيضا على تدوينة "ماني" (هنا) إلي هو مثال على بعض المدونات إلي نختلف معاها لكن إلي النقاش معاها ممكن

الثلاثاء، فيفري 24، 2009

الحرب "الرياضية" الأهلية؟

هذا موضوع واحد حاقرو توة أعوام و ديمة نكذب و نقول لا يا راجل نوليوش ضحكة بين الأمم و تصير حرب على الكورة في البلاد.. أما يظهرلي بش يطيح على أي موضوع آخر و كان لازم نكتب عليه حويجة حتى بزربة... من المعروف أنو برشة صراعات تلقاها تتسبب بأي شي بش تتفجر... تونس مافيهاش طوائف أو مجموعات إثنية كبيرة مختلفة و من حوالي 50 سنة ماعادش فيها "كونفدراليات" قبلية... يعني الأشكال إلي بش تتخبى تحتها أي صراعات اجتماعية إلي ما تتركزش على قضايا سياسية واضحة و محددة مافماش... الكورة كانت في حالات معينة في دول أخرى ذريعة متاع تفجر حروب كاملة... مثلا نهار 13 ماي 1990 جرات مباراة متاع كورة عادية بين زوز فرق من البطولة اليوغزلافية (بالنسبة للشبية إلي ما خلطتش على دولة "يوغزلافيا" إلي كان يخرج منها عادة واحد من أفضل فرق كرة القدم في العالم) دينامو زغرب و النجم الأحمر ببلغراد... المهم "الأولترا" (العناصر المتشددة.. هههههه) متاع جماهير الزوز "تنظيمات" هذومكة دخلوها بعضها... المفيد من غير ما نطول هذاية كان التاريخ الفعلي متاع الحرب إلي بركت يوغزلافية (هنا لمزيد التفاصيل على المقابلة و دورها في تشعيل الحرب)... لكن في الحالة هذية مقابلة الكورة ورات حدة الانقسامات الاثنية داخل مشروع دولة يوغزلافية إلي مانجحش بش يجعل القوميات إلي فيه متعايشة مع بعضها... لكن في تونس الانقاسامات إلي قاعدة تتأسس عليها الصراع "الأهلي الكروي" هي انقسامات "مايعة" يعني مش كبيرة و أحيانا مش واضحة.. هاو مرة جهوية (صفاقسية، ساحلية، "تونسية" يعني العاصمة...) في جهات هي بيدها تحتاج لتعريف ("صفاقس" الولاية و إلا المدينة... و "الساحل" زعمة الكلها الناس تحب بعضها و "قومية" عندها أسس "الامة" متشكلة... إلخ) و ساعات متاع حوم (حوم الافريقي و حوم الترجي) عدها بش تولي أمم في طور التشكل...

إلي خلاني نتذكر المزدوج هذا الاخبار إلي قريتهم قبيلة شوية على الاحداث إلي حصلت نهار الاحد... هنا مثلا في الصباح... و هنا في نفس الجريدة كيفاش طفل عمرو 17 سنة توفى بسكتة قلبية تأسفا على تعادل الترجي (مش حتى هزيمة الترجي) و لاحظو خاصة بداية المقال إلأي كاينو متفهم الوضعية ("كان أحباء الترجي الرياضي يتحسرون في السرّ والعلن على ضياع نقطتين لا تقدّران بثمن").. الاحداث متاع نهار الاحد إلي وصفتهم جريدة الشروق (متاع نهار الثلاثاء) في فقرة تستحق واحد ينسخها و يلصقها بكلها... خاصة الجمل إلي تتحدث عن ظروف اندلاع الغزوتين المتبادلتين بين الحديقة "أ" و الحديقة "ب" و هذية مجموعة "قولد بلود" (الدم الذهبي) و لا درا شنوة...

ليلة الرعب بين الحديقتي «أ» و «ب»: «لافتة» أشعلت النار بين الأنصار قبل لقاء الأجوار
الثلاثاء 24 فيفري 2009 الساعة 10:43:47 بتوقيت تونس العاصمة
مرة أخرى يطفو «التعصب» بوجهه القبيح على سطح الأحداث في كرتنا. وكانت هذه المرة على طريقة الكرّ والفر في ليلة سوداء من ليالي المشهد الرياضي القاتم.
ما عاشته ليلة السبت الفارط الحديقتان «أ» و «ب» بين العاشرة ليلا والثانية صباحا كان سيناريو لأفلام «الوندال» أبطاله شرذمة تدعي الانتماء لعائلتي الترجي والافريقي، وهما منها براء. البداية بلافتة حسب ما توصلنا إليه من معلومات فإن أصل الحكاية انطلق بلقطة استفزازية قامت بها بعض العناصر المحمولة على أحباء الافريقي والتي أرادت أن تحتفل بتعادل الترجي أمام «الهمهاما» من خلال السطو على «لافتة» لمجموعة «Blood لله Gold» من فيراج الترجي والتي كانت معلقة على واجهة الحديقة «ب». لتصل المعلومة إلى بعض الأحباءالمحسوبين على الترجي والذين حضروا الواقعة،فأصروا على رد الفعل بصورة مباشرة، فتحولوا إلى الحديقة «أ» وقاموا برشق نزل الافريقي بالحجارة مما أسفر عن أضرار بالواجهات الزجاجية.
الأمور لم تقف عند هذا الحد، حيث وصلت «المعلومة» لبعض أحباء الافريقي واختاروا الرد بالمثل في لقطة أشبه بسيناريو «الحروب» وتحولوا إلى نزل الترجي عند الواحدة صباحا، وقاموا بالاعتداء على الحارس والبوابة الخارجية، قبل اقتحام ساحة النزل، وتحطيم واجهة نزل الحديقة رميا بالحجارة!!

هذاية زادة جاي بعد الحرب الاهلية إلي يظهر جرات على مدرجات ملعب رادس بمناسبة مقابلة المنتخب "الوطني" ضد هولندا بين جمهور "الامة الترجية" و "الامة الافريقية" و "الامة الساحلية" و "الامة الصفاقسية"... زيد عليهم خبر في الصباح متاع نهار الثلاثاء (هنا) زادة حول القبض على جماعة تنظيم "النادي البنزرتي"...

توة اشهر لتالي بمناسبة "واقعة رادس" في 5 جويلية (هنا) كان واضح إلي همجية الكورة ماشية و تكبر أما توة يظهرلي المؤشرات قاعدة تزيد إلي سايي ماشين لوضعية مش ممكن بعدها الاستغراب من حتى شي.. حرب الاحزاب متاعها "الترجي" و الافريقي" و "ليتوال" و "السي أس أس"... و رؤساء الجمعيات "رموز قومية" و "تاريخية" متاع "جماهير" فقدت أي مرجعية لحياة سياسية حقيقية.. الصورة كاريكاتورية لكن إلى درجة الضحك فيها ماعادش ممكن

شنوة بش تكون مناسبة اندلاع "الحرب الرياضة الاهلية"؟ مناسبة الدربي إلي جاية؟ مقابلة ليتوال و الترجي؟ حقيقة الواحد ولى يخاف من أنو المسألة ماعادش هل بش تجرى و إلا لا لكن وقتاش بش تجرى

تدوينة ماهياش "أكاديمية برشة" على بعض التعليقات

بسرعة لأنو بالحق ماعنديش وقت و لأنو هذية تدوينة مش بش تاخذ وقت على بعض التعليقات على التدوينة لخرة (هنا)... خميس الخياطي إلي عادة يقدم نفسو "ناقد سينمائي" و "مثقف لائكي" (بوصفو مشارك في تأسيس "الجمعية (الثقافية) اللائيكية") خلالي تعليق في أربعة سطور على التدوينة الطويلة العريضة متاع البارح يحتج فيها على التدوينة "الاكاديمية برشة"... كيف عادة أي "مثقف" في عصر تسطيح الوعي إلي نعيشو فيه الخياطي ما راش حتى داعي أنو يقولي علاش و كيفاش و شنوة معناها (...إلخ) أنو تدوينتي "أكاديمية برشة"... و أني "ندور على الموضوع"... بالله كيف تعلمتو تكتبو استنتاجات أو احاكم معيارية كيف هكة ميسالش حاولو تفسرهونا رانا وخيانكم.. شنوة الحالة هذية؟!! و الله كان جا الفرخ "شلهوب" ولد حومتي سابقا و عملي تعليق كيف هكة ميسالش.. نقول إي شبيه مانجمش نتوقع حاجة أخرى من عند "شلهوب"... زعمة شنوة الفرق بين "مثقف لائكي" يخلي تعاليق على تدوينات تعرضت للنصوص متاعي كيف برقيات الولاء (متاع "أنا موافقك 100 في الميا" و "يعطيك الصحة" يعني متاع عندك أش عندي المهم نخممو كيف كيف) و إلا كيف يجي يعلق عندي يقولي "لا ما يجيش ياسر أكاديمية يا أخي" (لأنو فمة مسطرة متاع "أكاديمية" كيف تفوتها تتسمى مصطها) و "أصولي سلفي وهابي" ينتج بشكل روتيني في الجمل الخشبية الولائية و التكفيرية... ذوبان الفرق يلخص عصر تسطيح الوعي إلي نعيشو فيه...

يظهرلي التدوينة إلي فاتت مشات للعنوان الخطأ.. التفصيل و وسع البال حاجة "أكاديمية برشة" هاو برقيات في كلمتين... باهي بالنسبة للتعليق متاع "مسلم سابق": ساهل برشة التعريف متاعك للاسلاموفوبيا إي نعم "ماعندوش أساس".. يعني ماعندك على شنوة تتكى في حتى بلاصة في حتى مصدر على تعريف الاسلاموفوبيا أنو "مرض نفسي"... "الفوبيا" كلمة أخرى و معنى آخر كيف تتكتب وحدها.. كلمة "اسلاموفوبيا" كلمة أخرى ما عندها حتى علاقة... تعريف الاسلاموفوبيا و كلمات كيفها يندرج ضمن صنف الآراء و الأفكار إلي تتبنى أفكار تنميطية و تمييزية و مسبقة... "المرض النفسي" مرض نفسي... هذاكة معنى كلمة "الفوبيا" في كل مراجع الدنيا إلي تعطيها تعريف... و فيها الكل كيف يحطو "مرض نفسي" يقصدو مرض "اكلينيكي".. مش مهم إنت قلت "اكلينيكي" و إلا لا... توة إلي بيه فيادة إنت مازلت شادد الصحيح إلي تعريف الاسلاموفوبيا أنها "مرض نفسي"؟ شكون إلي يقدم تعريف من النوع هذا و في أناهي بلاصة؟ مبعد انجمو نكملو اناقشو... الموضوع لاخر: إي "عقيدة فاسدة" "اسلام لا يمكن أنو يتصلح" هي نفس الفكرة متاع "الاسلام كتلة صماء لا يتغير"... كيفاش هذومة مختلفين بالله؟ "فاسد"/ما يتصلحش/ما ينجم كان يقعد هو بيدو (و يلزم نلوحوه بالتالي) هي نفس الفكرة إلي تمثل أحد عناصر تعريف الاسلاموفوبيا "كتلة صماء لا يتغير"... التماثل لهنا مش بين "العقيدة" على اليمين و "كتلة صماء" على اليسار... ثم النقطة الاخيرة: وين قريت إلي أنا نقول "أي" لاديني هو اسلاموفوبي؟؟ إنت قلت أنو مش ممكن تكون "عنصري" (تقصد أنو اتهامك بالاسلاموفوبيا يعني ضرورة اتهامك بالعنصرية)... قتلك لا فمة فرق بيناتهم... و أنو بش تكون اسلاموفوبي ممكن إذا كنت بداية و أولا مش متبني العقيدة هذيكة... مبعد أي شخص مش متبني العقيدة هذيكة (متدين بديانة أخرى غير الاسلام أو غير متيدن أصلا) ينجم (ينجم مش بالضرورة) ياخذ موقف اسلاموفوبي.. بما أنو موقف عقائدي حتى لو كنت مرتبط "دمويا" من خلال عايلتك أو وسطك الاجتماعي بمسلمين... علاش هذاية تفريق صعيب بش يتفهم؟

بالنسبة للتعليق متاع "أرتيكولي" (حتى أنا بالمناسبة قداش ماعينيش في "السجال" من النوع هذا و ماذابية توة راني في ستارباكس نشرب في قهوة.. آه أنا حقة توة في ستارباكس نشرب في قهوة): بالله فمة حاجة لهنا ماعندهاش علاقة بنقاش الاسلاموفوبيا و لا حتى البطاطا و السفنارية... آخي تعرف شنوة معناها كي يحط واحد كلمة بين ظفرين؟؟ أية هذومة يتسماو ظفرين ""... كيف الواحد يستعملهم وقتلي يقول مصطلح كيف "الفتوحات الاسلامية" (إلي حطيتهم بين ظفرين) فإنو هذا يعني أنك مش بالضرورة تتبنى المصطلح هذاكة.... في العربية مافمة حتى حد بعقلو و يفهم في الاختصاص هذا (المقصود "التاريخ" كاختصاص أكاديمي) يقول "الاستعمارات الاسلامية"... فمة بعض المؤرخين التوانسة (راضي دغفوس) اقترحو مصطلح بديل "الانتشار الاسلامي" لكن مازال ماعليهش توافق... في الانجليزية المصطلح المستعمل من قبل أكثر المؤرخين علمانية و حداثة و حتى الحادية هو
Islamic conquests
و هذاية ("كونكواست") هو المصطلح المستعمل في الفترة قبل الحديثة على الحروب التوسعية بشكل عام... و "كونكواست" كلمة أقرب بالطبيعة من "فتوحات" منها لاستعمار.. و برغم هذاكة باقي نستعملها بين ظفرين لضمان الحياد بما أنها مستعملة أيضا في المصادر الاخبارية الاسلامية... من جهة أخرى كلمة استعمار في الاختصاص هذا تعني مرحلة تاريخية محددة هي المرحلة الحديثة بمعنى إلي بدات في القرن 19...
علاش جبدت أنا القربلة هذية الكل على خاطرك بديت تاريخ الظاهرة متاع الاسلاموفوبيا بـ"الفتوحات" هذية.. أنا قتلك هذاية سابق على المرحلة هذيكة... أصول الظاهرة في صراع بين "شرق" و "غرب" موجود في مرحلة ما قبل الاسلام... إنت تحدثت عليه بعد الاسلام... لأنو مثلا البيزنطيين العداء للاسلام كان مجرد عنوان جديد في خطاب عدائي قديم لـ"الشرق" في ذاتو عموما.. بالنسبة للخطاب هذا "الساراسان" هومة المشكل توة ولاو مسملين فقط...
أخيرا توة بالله كيف تكون الظاهرة هذية قديمة و أوروبية مسيحية علاش ما تنجمش تنطبق على مواقف معاصرة في البلوقوسفير أو الحياتوسفير؟ هو موقف كيف توجد في القرن السابع ينجم يتوجد توة... تغير أسباب وجودو ما يعنيش أنو هو ما يتوجدش... ناخذو مثال التفرفيط حاجة أكيد توجدت في البداية في منطقة محدد من العالم و البشرية... لكنها لأسباب مختلفة انتقلت لبلايص أخرى... التفرفيط موقف و وجهة نظر في الدنيا... البلوقوسفير الالماني أو الحياتوسفير الألمانية صعيب بش يتوجدو فيه أو فيها القرامطة أو المرجئة.. إي بالطبيعة صعيب شوية (أما بالمناسبة عندي صديق ألماني يعتبر نفسو معتزلي).. أما ينجم مثلا يتوجدو فيه أو فيها "مسيحيوفوبيين" لأسباب مختلفة (مع فارق المقارنة للظروف المختلفة فكريا و ثقافيا لأنو المسيحية مش مشكل مصيري في ألمانيا في الوقت الراهن).. لأنو فمة ألمان مسيحيفوبيين من منطلق مثلا تحولهم مش لمجرد الاسلام بل للعقيدة السلفية الوهابية و حتى انضمو للقاعدة بالنسبة ليهم كل حاجة تتعمل في الغرب هي "مؤامرة نصرانية"... هذيكة "مسيحيفوبيا" كانت و مازالت عند بعض المسلمين وقع تبينها من قبل ألمان "أقحاح"... آخرهم تحكم عليه توة مديدة في تفجير الغريبة في جربة... إي النقطة لخرة بالنسبة للتعليق هذا: توة كيف واحد يعمل مجهود بش يلوج و يفهم أصل كلمة يولي "استعراض عضلات"؟ شنية الحالة هذية؟!!

أية شقولكم في الرد إلي مش "أكاديمي برشة"؟ خليني توة نشرب قهوتي و نحكي مع زميل لية برشة ماريتوش... نحكيو في حاجات "أكاديمية برشة" و زادة في أمور الحياتوسوفير...

إي حقة هاو تدوينة "اكاديمية برشة" على الاسلاموفوبيا في مدونة جلال الغربي

الاثنين، فيفري 23، 2009

حول بعض الردود على موضوع الاسلاموفوبيا—تعليق أول

قريت ما يبدو أنو ردود حول موضوع الاسلاموفوبيا إلي أثرتو في تدوينة سابقة و لو أني ما قريتش بالضبط ردود على المقالات إلي كتبتهم... نحب نتفاعل مع ما هو إيجابي فيها على الأقل من زاوية أنها استعملت لهجة هادئة في النقاش (طبعا بالمقاييس الخاصة بالبلوقوسفير التونسي) بمعزل عن الحجج المستعملة و حتى بعض العناوين الشعاراتية ("الرقص على الحبال..") إلي هي بيدها يلزمها نصوص أخرى بش تفسرها و إلا ما تنجم كان تقعد جمل دعائية تضيع الوقت هذا إذا كان ما هزتش لردود فعل متاع عناوين دعائية مماثلة... بش نعلق على ثلاثة ردود (هنا و هنا و هنا) أشارت بشكل مباشر لتدوينتي و ذلك تباعا حسب تاريخ صدورها و أحيانا حسب اشتراكها في بعض النقاط لتفادي التكرار

بالنسبة لتدوينة "مسلم سابق" (هنا): بداية كنت نفضل أنو التدوينة تواصل النقاش إلي بدى في تدوينتي السابقة (هنا) و بالتحديد من خلال الاجابة على النقاط إلي طرحتهم في تعليقي على التعليق متاع "مسلم سابق".. على كل مازال يمكن الرجوع للنقاط هذيكة بش يكون نقاش نزيه و عندو معنى و ما نطرحوش أسئلة أو مسائل و مبعد نتجنبو التعرض ليها و ربما نوليو نضيعو في الوقت...

نبدى من الجملة لولة لأنها تلخص طريقة متاع رؤية و بناء أحكام و استنتاجات هي بيدها جزء من المشكلة.. يقول "مسلم سابق" ما يلي: "تعني كلمة إسلاموفوبيا حالة مرضيّة نفسيّة تترجم علميّا لرهاب الإسلام". من غير ما نواصل بقية الفقرة لأنها تواصل الحديث ضمن دائرة الجملة لولة يعترضنا لهنا مثال على استسهال تقديم تعريفات ما عندهاش أساس. بداية أي شخص بش يقدم تعريف على ظاهرة تم تعريفها سابقا إما يقدم التعريف الرائج أو السائد و يحطلنا المصدر و إلا يقول أنا ما نتفقش مع التعريف السائد (و يحطلنا مصدرو زادة) و يقدم تعريف بديل و طبعا يحاجج عليه. لأنو التعريف المقدم أعلاه هو تعريف غير مسبوق و لكن أيضا تعريف من دون أساس. علاش؟ أولا ما فمة في حتى مكان تم تعريف الاسلاموفوبيا بأنها "مرض نفسي". كلمة "مرض نفسي" كلمة محددة و عندها معنى مضبوط ما تتقالش كيفما جات جات. هنا يظهرلي فمة خلط بين زوز مستويات في تعريف الكلمة. و إلي تم لهنا خلط بين تعريف كلمة "فوبيا" و تعريف كلمة اسلاموفوبيا. صحيح كلمة "الفوبيا" بشكل عام عندها عدد من التعريفات من بينها تعريف يتعلق بسياق "المرض النفسي" الاكلينيكي. لكن نفس الكلمة عندها تعريفات اصطلاحية أخرى ما عندها حتى علاقة بالامراض النفسية الاكلينكية إلي تتعالج في مستشفيات الامراض النفسية. و إنما يقع استعمالها للاشارة للرؤى إلي فيها آراء كلية و مسبقة و تنميطية. و كلمات "الاسلاموفوبيا" و "الكزينوفوبيا" و غيرها هي ضمن الكلمات هذية.

باهي خليني نعطي لهنا مصادر تشرح الفرق هذا لأنو أنا كيفي كيف البشر لخرين مانوحيش و إنما معرفي مبنية على أساس التراكم المعرفي البشري. هذاكة علاش الاشارة الى مصادر و ناس كتبت قبل مش من باب النزاهة و التواضع العلمي بل زادة بش الواحد ما يغلطش أغلاط زايدة و تضيعنا وقتنا الكل. فمة مثلا الديكسيونارات إللي قدامي "أكسفورد" و "ماريام وابستر" إلي يعطيو الفرق هذا و الروابط في الانترنت إلي تعطي نفس التفريق هذا تقريبا بالحرف أخذا على الزوز مراجع هذية الرئيسية موجودة في ويكيبيديا إلي أحيانا فيها مقالات تصلح.. كنت نتمنى أنو نعطي روابط على النسخ الكاملة للديكسيونارات هذية.. على كل نفس المحتوى (هنا و هنا) مثلا بالنسبة لتعريف كلمة "فوبيا" بوصفها "مرض نفسي" يتعالج إكلينيكيا و بالنسبة لأنواع "الفوبيا" المرتبطة بنفس المعنى الاصطلاحي لكلمات كيف "اسلاموفوبيا" إلي تعني التمييز على أساس الافكار التنميطية و المسبقة.

المهم نرجعو: هذاكة علاش "الترجمة العلمية" ما تنجمش تكون "رهاب" بالمعنى الاكلينيكي للكلمة. هذاية نموذج مش على مجرد خطأ بل على طريقة في التحليل تتميز بالتسرع في الاستنتاجات و بناء الاستنتاج على أسس غير واضحة و الأهم التحدث بمعزل على الناس إلي أبدعت أو قدمت مساهمات معمقة و رئيسية في تفسير أي ظاهرة تعترضنا من كلمة "فوبيا" إلى موضوع "نقد الاسلام" و موضوع "اسلاموفوبيا". الاستسهال و من ثمة خطر الوقوع في التسطيح و السطحية هي من ميزات المواقف الاسلاموفوبية نفسها. لكن الجانب الاخر في موضوع التعريف أنو بقية أي تحليل تستند إلى تعريف خاطئ هو في النهاية تحليل غير سوي. يعني "الاسلاموفوبيا" إلي نتحدث عليها مش "مرض نفسي" و أي شخص يدافع على نفسو و ضد تقييم موقفو على أنو موقف اسلاموفوبي على أساس أنو مش "مريض نفسيا من الرهاب" هو في النهاية يدافع على نفسو من الاتهام الخطأ. و بالتالي خلي نحسمو مسألة التعريف قبل ما نكلمو أي نقاش.

النقطة الأخرى إلي تستحق التوقف عندها في تدوينة "مسلم سابق" هي في الفقرة التالية: "أتبنّى خطاب نقد الإسلام كدين ، الإسلام نفسه ،أرفضه لأني أعتبره عقيدة فاسدة غير قابلة للإصلاح من الداخل و سبب كاف للتخلّف ، لا أكرهه ، لا أرهبه و لا يمكن أن أكون بأي شكل اسلاموفوبي أو عنصري ضد نفسي و أهلي و ناسي و أصدقائي فيهم المسلم القرآني و الصوفي و السني و لا مشكلة لديهم في مواقفي، و لكن أيضا ثمة من قطع علاقته بي تماما بسبب افكاري و هذا مطلق حقهم لم يفقدهم احترامي المبدئي. أعلم أني اتخذت أقصى أشكال النقد راديكالية لكني قطعا لم أقع في فخ الكره أو أناقض قيمي الليبيرالية و على رأسها قداسة الإنسان الفرد مسلما كان أم لا"

خلي نتجاوز توة موضوع أنو "لا يكرهه" لأنو مش هذا حصرا تعريف الاسلاموفوبيا بالتحديد. كيفما ذكرت في تعريف الاسلاموفوبيا في السياق البريطاني فهي تعني اعتبار الاسلام "كتلة صماء غير قابلة للتغير" و كلمات "عقيدة فاسدة" تصب بالضبط في الاتجاه هذا. لكن أنا نحب نركز على نقطة أخرى لأني قريتها في بعض التعليقات لخرى المتفرقة و هي أنو مش ممكن شخص من "أصول مسلمة" (عايلة مسلمة أو وسط اجتماعي مسلم... إلخ) يكون إسلاموفوبي. الفكرة هذية يقع تقديمها في اطار تعريف آخر مغلوط للاسلاموفوبيا و كنت تحدثت عليه و على ضرورة تنسيبو في تدويناتي و مقالاتي السابقة: المطابقة بين الاسلاموفوبيا و العنصرية. مرة أخرى: أحيانا كثيرة و خاصة في السياق الغربي يصير تقاطع (مش تطابق) بين الظاهرتين. لكن كل وحدة عندها سياقها و تعريفها الخاص بيها. بمعنى آخر أحيانا كثيرة أيضا الاسلاموفوبيا ماعندهاش علاقة بالعنصرية. هي ببساطة موقف كلي شمولي من ديانة في كليتها و ممكن أي شخص حتى إذا كان "عرقيا" أو "دمويا" مرتبط بوسط مسلم ياخذ الموقف هذا بما أنو هو موقف عقدي من انتماء عقدي. و هذاكة علاش ما فماش شخص إسلاموفوبي يقول أنو "مسلم" فهو مثلا كيف الحالة هذية "مسلم سابق" أو متدين ديانة أخرى غير الاسلام أو"لاديني" أو "لاأدري" أو ببساطة "ملحد". الانتماء العقدي هو انتماء فكري و روحي مش "عرقي". و الاسلاموفوبيا هي موقف فكري بالأساس و أحيانا في ظروف سياسية و اقتصادية محددة فقط يتقاطع (مش يتطابق) مع العنصرية.

هذية مبدئيا ملاحظاتي على النقاط إلي فيها نقاش مباشر لموضوع الاسلاموفوبيا في التدوينة هذية. يبقى موضوع أنو نصوص "مسلم سابق" أنها إسلاموفوبية أتوة نجويه الموضوع بالتفصيل بعد الانتهاء من المقالات إلي بش يتنشرو.

نمشي توة لتدوينة أرتيكولي (هنا): نبدى بملاحظات منهجية و شكلية أما مهمة في أي نقاش نحبوه يكون جدي... أنا مثلا هنا عطيت رابط للتدوينة إلي بش نعلق عليها لأني تعلمت أني نعطي فرصة للشخص إلي يقرى بش يشوف و يقارن و يفهم و يعرف على شنوة أنا قاعد نعلق في حين إلي يقرى التدوينة هذية ما ينجمش يعرف شنوة النص إلي قاعد يصير عليه التعليق. و في نفس السياق كاينو فمة شوية خفة كيف شخص يتسرع و يكتب تعليق بعد بضع دقائق على تعليقي سابقا في تدوينتي (هنا) و يقولي "من المؤسف أن يقع إجابة البعض و استثناء البعض وهذا شكل جديد من أشكال التصنيف ..ونحب نقلك حاجة راهو موش كل رد في عينيك حلا إلى جانبك جاء" في الوقت إلي أنا كنت نكتب فيه في تعليق خاص على أسئلة طرحهم علية. و كيف نشرت التعليق ما حسيتش الشخص هذا يتأسف على التسرع متاعو. و كيف كيف نحس بنفس الشي كيف نقرى في تعليق عملو على تدوينتو إلي بش نعلق عليها توة يقول فيه "تي فينو صاحبنا شبيه ما جاوبش؟ ؛-)) " لأنني أنا ما عندي ما نعمل قاعد 24 ساعة قدام الاورديناتور نجاوب فيهم على تساؤلات إلي جاي و إلي ماشي. الخفة هذية ما تشجعش برشة على النقاش.

نمشي توة للمضمون. "الرد" فيه مجموعة من التقريرات إلي مانيش متأكد كيفاش هي "رد" علي كتبتو و على شنوة بالضبط ملي كتبتو قاعدة ترد. أما الاستتنتاجات العامة هذية في حد ذاتها تستحق التعليق. مثلا بدئ الظاهرة في حد ذاتها (بمعزل عن المصطلح) في "الفتح الاسلامي" خاطئ لسبب بسيط هو أنو "الغرب المسيحي" في القرن السابع ميلادي ما كانش يفرق بين مسلمين و "مشارقة".. الكلهم عندو "ساراسين" (نعرفو هذا من التوصيفات إلي تعملت لـطالفتوحات الاسلامية" من قبل مصادر إغريقية أو سريانية..) و النظرة للمنطقة و الساكنين فيها كانت نفسها قبل و بعد الاسلام: شعوب يجب إخضاعها. لأنو هذاكة كان معنى "القانون الدولي".. الجميع يتصرف على أساس أنه "ذئب" أو يؤكل.

لكن وقت الحديث على الظاهرة و نشأتها يقول "أرتيكولي": "الظاهرة ،حسب رأيي الشخصي، ما توجدتش بعد ظهور المصطلح (1997) بل موجودة من قبل هذا التاريخ و المصطلح ما هو الا إذان بخروجها من القوة إلى الفعل، من اللاوعي إلى دائرة الوعي." إذا كان هذا يعني أني أنا قلت إلي الظاهرة توجدت مع المصطلح فإنو هذا يعني إلي كاتب الجملة هذية ماقراش المقال و التدوينة إلي كتبتهم (و إلي طبعا "رد" عليهم). مثلا في تدونتي نقول بصريح العبارة ما يلي على الاسلاموفوبيا: "رؤية عمقها التاريخي يصل للقرون الوسطى" و في مقالي نلمح بشكل واضح للنقطة إلي بش نتعرضلها في بداية مقالي الثالث أنو فقط من الظاهر ("بدا أن") أنو هذا مصطلح بريطاني و عندو ظروف بريطانية في حين هو أكثر تعقيد من الظاهر و عندو "سياقات متنوعة" ("لكن التقرير أعلاه كان متفاعلاً مع ظرفية التمييز التي تتعرض لها الجاليات البنغالية والباكستانية بالتحديد، ولم يكن تصوراً محيطاً بكل الجوانب المتعلقة بالظاهرة في سياقات متنوعة. كان الموضوع هو بالتحديد النسخة البريطانية لـ «الإسلاموفوبيا . وهكذا بدا أن تاريخ المصطلح وظروفه هي إلى حدود كبرى بريطانية. ") و تركيزي على المثال البريطاني كان بهدف تحليل حادثة منع فيلدرز إلي كانت مناسبة كتابتي للمقال.

بالمناسبة و النقطة هذية موجهة أيضا لتدوينة "ماني" (هنا) و تفاديا للتكرار بش نتحدث عليها توة. في الوقت إلي "أرتيكولي" يعتقد أنو المصطلح ظهر سنة 1997 "ماني" يقول: "المثير للإهتمام في عبارة الإسلاموفوبيا، هو كونها تم استعمالها لأول مرة من قبل الخميني ونظامو لنعت النسا اللي ما حبوش يلبسوا الخمار في السنوات الأولى للثورة Aligné à droiteالإيرانية". و لأنو تحديد ايتيمولوجيا الكلمة هذية عندها تأثير على كيفية تعاملنا معاها فإنو بش نتوقف لهنا و نتحدث على الموضوع هذا تحديدا و لو باختصار لأنها بش تكون بداية مقالي الثالث للتخلص من المثال البريطاني و الدخول إلى عوالم أخرى و التوجه إلى ما هو محلي. كيفما قلت ظاهريا فقط (يعني مش فعليا) المصطلح بدى في بريطانيا. "ماني" صحيح في الاشارة للنقطة هذية لكن جانب الصواب في تحديد نقطة البدئ على الأقل وفقا للمعطيات الراهنة. خلي نعطي بشكل مباشر رابط للمقال إلي جات منو فكرة أنو "الجمهورية الاسلامية" (الايرانية) هي منبع التوصيف متاع كلمة "اسلاموفوبيا": مقال)هنا) ظهر في صحيفة "ليبراسيون" الفرانسوية بتاريخ 17 نوفمبر عام 2003. لكن ألان غريش رئيس تحرير "لوموند ديبلوماتيك" كتب مبعد مقال (هنا) يظهرلي من أفضل المقالات تكتبت حتاش لتوة بالنسبة لموضوع الايتيمولوجيا متاع كلمة "اسلاموفوبيا". المهم غريش حدد أول استعمال للكلمة سنة 1925 من قبل فرنساوي.

المهم في هذا الكل هو نقطة أساسية: إذا كان إلي استعمل الكلمة شخص "متطرف إسلامي" فإنو هذا ما يعنيش أنو الفكرة تفقد صدقيتها. هو مصطلح و كل طرف ينجم يستعملو وفقا للنوايا الخاصة بيه. لهذا مش من المفيد وضع المصطلح نفسو في قفص الاتهام. و لهنا نكمل مع تدوينة "أرتيكولي". بالنسبة لاستعمالات المصطلح يقول: "وقع إستعمال المصطلح في الكثير من الأحيان لغايات مشبوهة من زوز أطراف ،وموش غريب انو الزوز أطراف هما متطرفين". و يذكر الزوز أطراف. فمة مشكل صغير هنا أنو غالبية الاسلاموفوبيين في السياق الغربي يرفضو استعمالو بل يشككو فيه المصطلح. يعني نحنا نسميوهم إسلاموفوبيين أما هومة يرفضو التسمية وبالتالي ما يستعملوهاش. لكن شنوة المغزى من النقطة هذية أصلا؟ أنو مجرد استعمالها "تطرف"؟ كلمة "أحيان كثيرة" لهنا تخليني ما ننتبهوش أنو ناس "تقدميين" و "علمانيين" م أكثر الناس إلي تستعملها خاصة في السياق الغربي بل ساهمو في صياغة تعريفها من الفرنساوي إلي رفض كتاب "لامينس" عام 1925 للتقرير البريطاني سنة 1997. يعني مرة أخرى مجرد استعمال الكلمة مش حجة على حتى شي. كل واحد و كيفاش يستعملها. المهم هو البرهنة على تطابقها أو عدم تطابقها على الحالة الموصوفة. غادي وين يلزم يتركز النقاش.

آخر نقطة نحب نشيرلها توة هي فكرة ترددت أكثر من مرة بشكل عام في بعض التعليقات و التدوينات. تمرير الخلط بين "نقد الاسلام تاريخا و عقيدة" و الاسلاموفوبيا. لكن الأهم هو رفض استعمال مصطلح أو توصيف "الاسلاموفوبيا" لأنو "بش يكمم الافواه". لهنا عرض الموضوع بالطريقة هذية مغلوط. لأنو في الوقت هذاكة يجيك واحد "فاشي" يقولك تتهم فية بالفاشية "هذاية تكميم للأفواه".. إلخ. ما يلزمش التنازل عن وصف شخص بصفة ما تحت ذريعة كيف هكة. النقاش يلزم ببساطة يتركز على هل أنو الموقف هذا أو ذاك "اسلاموفوبي" أو لا؟ كل تجاهل للنقطة هذية و المرور إلي إلى ذريعة تكميم توصيف أي شخص بالاسلاموفوبيا لأنو "تكميم للافواه" ما عمرها ما تنجم تكون حجة في النقاش هذا.

على كل نقف هنا مبدئيا. و نواصل غدوة أو بعدو بقية النقاط من تدوينة "أرتيكولي" و تدوينة "ماني".

الأحد، فيفري 22، 2009

في الاسلاموفوبيا... المقال الثاني

كيف قلت سابقا (هنا) بش نكتب سلسلة من المقالات حول موضوع الاسلاموفوبيا.. بعد المقال الأول (هنا أو هنا) إلي تحدثت فيه على نشأة مصطلح الاسلاموفوبيا في بريطانيا بمناسبة منعها النائب في البرلمان الهولندي غيرت فيلدرز المتهم بالاسلاموفوبيا من دخول أراضيها... المقال الثاني هو تخصيص على نموذج فيلدرز و التعمق في كيفية تحولو إلى تبني الموقف الاسلاموفوبي (نعرفو من خلالو مثال واقعي مش نظري على الظاهرة هذية)... كذلك تموقعو مش فقط في الاطار الهولندي و لكن كذلك في اطار نمو التيار النيومحافظ من خلال الادارة الامريكية السابقة خاصة بعد أن تبين للكثيرين خاصة أطراف رئيسية في النخبة الحاكمة أمريكيا الميراث السيئ في علاقة بالنظرة إلى الاسلام إلي خلفتو الادارة هذية كيفما كان واضح من خطاب أوباما في 20 جانفي.. المرة القادمة بش يكون موضوع المقال وين وفى المقال الثاني: حول من سميتهم بـ"اسلاموفوبيي الخدمة" و علاقتهم بالتيار الاسلاموفوبي السائد



رابط المقال و صورة المقال



نص المقال



في الاسلاموفوبيا (2)

طارق الكحلاوي

يمثل غيرت فيلدرز (Geert Wilders) نموذجا كلاسيكيا للاسلاموفوبيا في سياقها الأوروبي الراهن. لماذا إذا يقع تعريف مواقف فيلدرز ضمن دائرة الاسلاموفوبيا؟ من حيث الخطاب المعلن يكرر فيلدرز مقولة متوقعة من أي خطاب إسلاموفوبي عندما يتبنى سلوكا إعتذاريا: "أنا لا أكره المسلمين بل أكره الإسلام" ("الغارديان" 17 فيفري الجاري). المشكل، مبدئيا، هو في الاسلام ذاته و بالتحديد في النص القرآني. لكن تبعا لزاوية النظر هذه فإن وجود المسلمين الواقعي متوقف على علاقتهم الفعلية تحديدا بالقرآن حيث دعى فيلدرز المسلمين في هولندا لـ"تمزيق نصف القرآن" ("الدايلي تيليغراف" 14 أوت 2007) حتى يمكن لهم البقاء فيها. و بالنهاية فإن كراهية الاسلام، أو الاسلاموفوبيا، هي المقدمة الضرورية لكراهية المسلمين إذا لم يكرهوا إسلامهم كله (أو "نصفه" حتى)، أي بنهاية المطاف إذا توقفوا عن أن يكونوا مسلمين. المسلم الجيد، وفقا للعقل الاسلاموفوبي، هو المسلم الذي ينفي ذاته. هذه مقولة مركزية في الخطاب الاسلاموفوبي المعاصر سنجدها تتكرر في أمثلة أخرى.

كان شريط "فتنة" الذي لا يستغرق أكثر من 15 دقيقة، و الذي لم يجلب الانتباه بسبب جودته الفنية أو التقنية، ذروة جهود فيلدرز لبناء سيرة ذاتية على أساس موقفه الاسلاموفوبي. الشريط يستعمل منهج سطحي و لكن مميز للخطاب الاسلاموفوبي من خلال انتقاء آيات قرآنية تتعرض لموضوع الحرب و القتال و عزلها عن المتن التفسيري المعقد (أسباب النزول) المحيط بها مقابل التركيز على التفسير السياسوي الراهن لتنظيمات مثل "القاعدة" و من ثمة ممارساتها التي تدافع عن القتل على أساس العقيدة بوصفها الخلفية الوحيدة التي يجب على أساسها فهم هذه الآيات. طبعا يتم عبر هذا المنهج التنميطي المسطح و ذي البعد الواحد تقديم تعريف شامل للنص القرآني ذاته و من ثمة للمنظومة الإسلامية المعقدة، دينا و تاريخا، ضمن هذه المرجعيات الاختزالية. هذه منهجية كلاسيكية بالنسبة لأي خطاب يتعمد "الفوبيا" أو خطابات مماثلة مثل الخطاب العنصري. إذ لا يقع الاهتمام بالتفسير و الفهم و التوصيف بقدر ما يتم التركيز على الخلاصات التعميمية الشمولية بأسلوب شعبوي مبسط. فجاجة الشريط، التي ربما كان من أهدافها الظفر بفتوى من إمام مسلم معروف "تهدر دم" فيلدرز، جذبت ردود فعل سلبية من داخل الوسط الغربي الأوروبي بقدر ما جلبت ردودا مماثلة من أوساط مسلمة. وصلت الردود الاوروبية إلى حد الدعوة لحجب الشريط. الدعوة لمنع فيلدرز من التعبير يقع الدفاع عنها من قبل ناشطين حقوقيين هولنديين و أوروبيين ليس لأن الخطاب الاسلاموفوبي "يحرض على العنف" فحسب بل لأن مواقف فيلدرز تدعو فعليا لحجب و منع مؤلفات دينية إسلامية مما جعل هؤلاء يصفونه بـ"النفاق".

لكن مثلما هو حال أي موقف إسلاموفوبي هناك دائما خلفية سياسية محددة تيسر فهم هوس مماثل. تشكل هوس فيلدرز بموضوع الاسلام بشكل خاص في السنوات الأربع الماضية حيث أصبح جوهر خطابه السياسي و من ورائه حزبه "الليبرالي" المعروف باسم "الحزب من أجل الحرية". الأخير تأسس بمبادرة فيلدرز سنة 2004 بعد الانشقاق عن الحزب "الليبرالي" الهولندي الرئيسي "حزب الشعب من أجل الحرية و الديمقراطية". النقطة التي يبدو أنها أثارت الانشقاق موافقة قيادة الحزب الأخير على دعم ترشيح تركيا لعضوية الاتحاد الأوروبي. منذ ذلك الحين تميز "الحزب من أجل الحرية" بعلاقته الخاصة بمؤسسه فيلدرز و هو ما جلب انتقادات و صراعات داخله تتهم الأخير بمركزة الحزب حول شخصه. برنامج "الحزب من أجل الحرية" يتمثل بشكل عام في أجندة ليبرالية كلاسيكية مثل الدفاع عن تحديد و حتى إلغاء بعض الضرائب الحكومية. غير أنه تميز بالتركيز على قضية الهجرة ليتحول إلى حزب يدافع بشكل روتيني على كل أشكال الحد من الهجرة و خاصة الارتقاء الاجتماعي للمهاجرين من أصول إسلامية و هو ما جعله في تصادم مع هولنديين متمسكين بأصولهم الاسلامية وصلوا إلى مواقع سياسية متقدمة. مع حلول انخابات سنة 2006 احتل حزب فيلدرز عمليا عبر أجندته السياسية موقع "اليمين المتطرف" و لو بمساحيق "ليبرالية" مما جعله أكثر جاذبية من أحزاب "اليمين المتطرف" التقليدية و من ثمة قنص تسعة مقاعد في البرلمان الهولندي. مثل ذلك استثمارا ناجحا للتصاعد النسبي لمشاعر "الكزينوفوبيا" (أو "الخوف من الأجانب") في ظل الصعوبات الاقتصادية في هولندا. غير أن لفيلدرز أجندة أكثر اتساعا جغرافيا تتجاوز المجال الهولندي. حيث تموقع من حيث خطابه ضمن اليمين الأوروبي المتطرف الذي يدافع عن هوية "مسيحية يهودية" لأوروبا من خلال الدعوة لإحياء ثقافة "تبني على التقاليد المسيحية و اليهودية و الانسانوية لتمثل تحديا للمشكل الاسلامي" (في حوار مع "دير شبيغل" 31 مارس 2008). الأهم من كل ذلك علاقة فيلدرز بالتحديد بالتيار النيومحافظ. لا يتعلق ذلك بالدفاع المستميت لفيلدرز عن سياسات الادارة الأميركية المتخلية و أيضا التغزل بفيلدرز من قبل رموز نيومحافظة يقع توصيفها روتينيا بأنها تحمل مواقف إسلاموفوبية مثل دانيال بايبس بل ايضا من خلال طبيعة مواقف فيلدرز خاصة في علاقة بالصراع العربي الاسرائيلي و التي تسنتسخ الموقف النيومحافظ الذي يدافع بشكل مطلق عن استراتيجيا المجازر المتبعة إسرائيليا. المثير للانتباه أن تركز خطاب فيلدرز على الاسلام تشكل في نفس الوقت الذي تطورت فيه علاقته برموز إسرائيلية. حيث برز خاصة مع سنة 2003 بتصريحات مؤيدة بشكل مطلق للسياسات الاسرائيلية أشار في إحداها إلى أنه برغم زياراته منذ سنوات التي شملت دولا عربية و اسلامية "من تونس إلى إيران و من قبرص (؟!) إلى تركيا" فإنه "يشعر بشعور خاص من التضامن عندما يضع ساقيه في مطار بن غوريون". الأمر ليس طبعا مجرد تصريحات و لقاءات، جمعته شخصيا بكل من إريال شارون و إيهود أولمرت، بل هو سجل واضح يتضمن دفاعا مستمرا بما في ذلك في البرلمان الهولندي عن إسرائيل بوصفها خير مطلق.

فيلدرز، إذا، ليس إلا نموذج كلاسيكي شعبوي و مهرج في الغالب عن تيار إسلاموفوبي أوروبي ترعرع في السنوات القليلة الماضية. لكن المظلة النيومحافظة أي المظلة السياسية هي التي تتطلب الانتباه و هذا هو الوقت الأمثل للوقوف على ميراث هذه المظلة. الرئيس أوباما حرص في خطابه الافتتاحي يوم 20 جانفي بشكل واضح على تكرار استعمال كلمة "مسلمين" أو "عالم إسلامي" بشكل غير مسبوق في خطاب أميركي رئاسي افتتاحي. الجملة الرئيسية التي تستحق التعليق هي:"إلى العالم الإسلامي نقول: إننا نسعى لسلوك طريق جديدة إلى الأمام، إنها طريق تستند على المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل". قال أوباما ذلك و وراءه الرئيس المتخلي بما يعني الاقرار بأن ما "قمنا به" في السابق كانت "طريقا لا تستند على المصلحة المشتركة و الاحترام المتبادل". ليست هذه مجرد تمارين خطابية، إذ أن اختيار الخطاب الذي شاهده العالم بأسره لكي يعلن ما يشبه الاعتذار عن سلوكيات الادارة المتخلية أمر يستحق الانتباه بمعزل حتى عن صدقية النوايا. و ضمن ظرفية انتعاش المظلة النيومحافظة تحديدا تم حقن بعض الطاقة في نوع آخر من الاسلاموفوبيا و هي تلك المستنسخة من قبل "المحليين" أو "إسلاموفوبيي الخدمة" (Islamophobes de service). لأن الاسلاموفوبيا موقف و فكرة و ليست بالضرورة تعبيرا عن إنتماء عرقي محدد "أبيضا" كان أو "غربيا".

النقاش حول الانهيار المحتمل لـ"حل الدولتين" في السياق الامريكي

كنت قد تعرضت منذ حوالي الشهرين (هنا) إلى الآفاق شبه المستحيلة لتوقيع "اتفاق سلام" أي بصيغة "الحل النهائي" أي "حل الدولتين" وفقا للظروف الراهنة و حتى المستقبلية و أن صيغة "الهدنة" هي الصيغة الوحيدة إن كان هناك توافق على "تسوية سياسية"... طبعا صعود أطراف تزايد في التطرف في الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة (لأن كل الأطراف الرئيسية و بدون استثناء "متطرفة" في السياق الاسرائيلي) زادت من هذه الاحتمالات... هناك نقاش معمق و مهم خاصة في الاطار الامريكي حول الموضوع و خاصة حول المأزق الذي ستجد فيه الادارة الامريكية نفسها فيه... ماذا ستفعل إن إنهار "حل الدولتين"؟ اقرأ خاصة مساهمتي قلان قرينوالد و ستيفن والت

الجمعة، فيفري 20، 2009

في الإسلاموفوبيا

ظروف خاصة خلاتني نبعد على التدوين ليام إلي فاتو... برشة كلام تقال على مدونة "ضد الطابور" خاصة بعد التدوينة هذية و التعليقات إلي تحطت بعدها... لهنا بش نتجاوز بعض الاشياء لأنو فمة ما أهم... بش نتجاوز خلط البعض بين السبان... و تجاهل الفرق و الخلط بين سب أنثى (أو إناث حتى لو كانو مجهولين في صفتهم الشخصية و هي حال غالب المدونين) سبة ذات طابع جنسي (سواء من خلال قصيدة أو من خلال كلمة) في أي مجتمع فما بالك في مجتمع ذكوري و بين سبة من نوع "غبي"... بش نتجاوز إدعاء أنو المشكل مع المدونة هذية هو "التصنيف" (هذية سبة جديدة دخلت لقاموسنا) لأنها صنفت سلبيا على اليسار في قائمة متاع مدونات تحت عنوان "الغباء" أو "الحمق" في الوقت إلي "التصنيف" قايم على قدم و ساق و بشكل روتيني في نصوص مدونات تحت نفس العبارات يعني "الحمق" و "الغباء" و حتى اشياء أخرى مثل "الحقارة".. كاينو "التصنيف" ما يكون "تصنيف" كان كيف يتحط في قايمة و كيف يمس كان المدونات...

الاستقطاب إلي صاير في البلوقوسفير عندو برشة أسباب... و فمة بالتأكيد أكثر من "تكتل" سياسي و فكري و حتى لاسياسي... من بين الاسباب هذية فمة أسباب سياسية كيف مثلا الموقف من السلطة... و أحيانا متعلقة بظروف سياسية محددة كيف الحرب على غزة... لكن من الأسباب المسكوت عنها للاستقطاب إلي صاير هو نصوص و مدونات تركز على خطاب إسلاموفوبي... هذا موضوع يحتاج لشرح و طبعا تدقيق... بعض المدونين لقاو رواحهم في المعركة هذية مش بالضرورة لأنهم يعبرو هومة أنفسهم عن خطاب من النوع هذا و لكن من خلال تشجيعهم و تهليلهم لخطاب من النوع هذا (المفارقة أنو هذا يتم بالتحديد من قبل نفس الناس إلي تأكد بشكل روتيني أنو دفاعها عن "العلمانية" مش من زاوية "معاداة الدين")... فمة طبعا مسألة تحتاج التوضيح لأنو فمة أحيانا خلط غير مقصود و أحيانا متعمد بين مستويات مختلفة في علاقة بالاسلام مثلا بين نقد مصادر التاريخ الاسلامي و التعامل بشكل نقدي مع التاريخ هذا يستعمل مناهج التاريخ الحديث و بين موقف إسلاموفوبي يختص بخصائص مختلفة وقع تعريفها من قبل أوساط غربية غير مسلمة قبل أي حد آخر (كيفما بش نوري اللوطة) و من بينها "الإسلام كتلة موحدة وجامدة ولا تستجيب للتغيير... ويقع النظر إلى الإسلام كذلك على أنه أدنى مرتبة من «الغرب» فهو بربري وبدائي وغير عقلاني،"...

أنا نرى هذا موضوع يحتاج نقاش مستفيض و هذاكة علاش خممت من مدة للكتابة عليه بشكل جدي و معمق أكثر ما أمكن مش فقط في علاقة بالبلوقوسفير و لكن الأهم بسبب بروزو (أو بشكل أصح عودة بروزو) في السنوات الثمانية لخرة في علاقة بظروف سياسية دولية كتيار عندو مؤسسات و كتب و توجهات واضحة فيها السياسي قد ما فيها الفكري... و بديت فعلا سلسلة مقالات في الموضوع في عمودي الاسبوعي في "العرب" القطرية تنشر أولها الاسبوع إلي فات (هنا) بمناسبة منع للنائب "الليبرالي" في البرلمان الهولندي غيرت فيلدرز من دخول بريطانيا
مش بش نكتب توة و هنا الرؤية متاعي في علاقة بالموضوع هذا و لكن في سلسلة مقالات الاسابيع الجاية كيفما قلت و ربما أيضا في مقال مطول في دورية معروفة... لكن نحب توة نقول نقاط عامة تعرضت لبعضها في المقال الفوق: أولها أنو ظاهرة الاسلاموفوبيا بوصفها ظاهرة تعبير على خطاب متاع كراهية مماثل للخطاب العنصري (هنا طبعا الاسلاموفوبيا مش خطاب عنصري بالضرورة لأنها تتوجه لعناصر عرقية و شعوب مختلفة يجمعها الايمان بالاسلام كدين لكن في تطبيقاتها الفعلية تاخذ أحيانا كثيرة طابع عنصري كيفما حصل في المثال البريطاني لأنها كانت متقاطعة مع التمييز ضد البنغاليين و الباكسيتانيين).. هذية ظاهرة وقع اقرارها في أوساط غربية أوروبية و خاصة بريطانية إلى الحد إلي ولات فيه جزء من الخطاب الرسمي البريطاني كيف أشرت في المقال الفوق... ثانيا كيفما قلت الفوق هي نقطة الخلط بين "نقد الاسلام" بما يعني التعامل النقدي مع التاريخ الاسلامي و بالتحديد مصادرو و بين "نقد الاسلام" بالمعنى الاسلاموفوبي للكلمة... و الخلط بين نقد تيار سياسي معين مثل التيار الاسلامي و حطان المسلمين في شكارة نمطية وحدة تحت عنوان نقد الاسلاميين... ثالثا الاسلاموفوبيا كانت دائما ظاهرة مرتبطة بوضع سياسي و مش مجرد تعبير فكري مجرد... و هذية نقطة رئيسية بش نتحدث عليها في الاسابيع الجاية في مقالاتي المنشورة كيف بش نتحدث على التيار هذا... هذية نقاط عامة من الضروري التركيز عليها وقتلي نتحدثو على الاسلاموفوبيا... لكلها تسترجع قاعدة بسيطة و لكنها جوهرية في أي معالجة جدية و موضوعية للموضوع هذا: الوصف قبل التحليل.. و التحليل قبل الاستنتاج... لكن عموما يلزم نقول إلي نراوه في البلوقوسفير التونسي هو مجرد هامش لرؤية عمقها التاريخي يصل للقرون الوسطى و امتدادها الجغرافي يمس برشة بلايص في العالم.. و أيضا مستواها التحليلي يصل لمستويات متميزة في بعض الحالات لكن هذا مش متوفر في البلوقوسفير متاعنا... إذا سأعود للموضوع بمناسبة المقال الجاي