الخميس، جانفي 29، 2009

محكمة إسبانية تبدأ حملة المحاكمات ضد مجرمي الحرب الاسرائيليين

في سياق الموضوع الذي تحدثت عنه سابقا (هنا) نجح "المركز الفلسطيني لحقوق الانسان" في جعل محكمة اسبانية تقبل قضية ضد مسؤولين اسرائيليين مورطين في قتل عائلة القيادي في حركة "حماس" صلاح شحادة سنة 2002 (هنا).. بالتأكيد قبول المحكمة الاسبانية للقضية يأتي في ظرفية تداعيات الحرب على غزة بالرغم أن القضية تتعلق بحادثة سابقة على الحرب هذية... المثير في الموضوع هو الرعب الذي أحدثه الخبر على القيادات السياسية الاسرائيلية بما في ذلك ليفني (هنا)... و هنا بيان المركز الحقوقي الفلسطيني ترحيبا بالقرار..

صورة لائحة الاتهام الصادرة عن المحكمة الاسبانية و التي تعرض أسماء المتهمين بما في ذلك وزير"الدفاع" سنة 2002 بن إليآزر و رئيس الأركان موشي يعلون

الثلاثاء، جانفي 27، 2009

مطلوب للعدالة... wanted

في سياق موضوع ملاحقة مجرمي الحرب الاسرائيليين فإني كيفما أشرت في السابق (هنا) فإنو محكمة العدل لقات مخرج من الموضوع حتى لو قام مجلس الأمن بنقل القضية ليها... و الأهم كيفما قلت هو القضايا إلي بش تصير في محاكم أوروبية محلية.. كل عاصمة أوروبية كبيرة بش تصير فيها قضية... تفاعلا مع تدوينة قصة (هنا) نحب نشير إلى بعض الروابط المهمة في هذا الشأن

موقع خاص بالعبرية فيه بلاغات اتهام ضد قائمة من المسؤولين الاسرائيليين مع صورهم ليس في علاقة بالحرب على غزة فحسب

فمة موقع بريطاني يقدم رؤية عملية على المساعدة في تقديم قضايا من خلال تقديم شهادات و إرسالها الى هذا الموقع

موقع فيه روابط محينة حول موضوع جرائم الحرب الاسرائيلية

تحيين: مجموعة في فايسبوك من الحقوقيين العرب في هذا الموضوع

مقالات رأي "مختارة" لكتاب عرب

موقع وزارة الخارجية العربي لإسرائيل يختار بشكل دوري عدد من المقالات لكتاب عرب صدرت في صحف عربية (هنا)... ماذا يعكس هذا "الاختيار"؟ الاتفاق في الكلمات غير الاتفاق في وجهة النظر و "الرأي" خاصة في مرحلة حرب... حتى نظرة سريعة على هذه المقالات تشير إلى الاتفاق في "الرأي" بين الرأي الإسرائيلي الرسمي و رأي هؤلاء الكتاب (مثل الكويتي عبد الله الهدلق و السعوديين الحميد و الراشد)... تقاطعات من هذا النوع ليست اعتباطية حتى و إن فرضنا أنها لا تتم بوعي متبادل

الاثنين، جانفي 26، 2009

الرئيس أوباما وغزة: ملاحظات أولية

مقال تنشر (هنا) متأخر بنهار بما أني بعثتو إمخر... نظرا لطول النسخة الأصلية اختصرتو لدواعي النشر... حبيت ننشر هنا النسخة الأصلية الأطول



إنتهت فترة "الرئيس المنتخب" و بدأت منذ 20 يناير الماضي السلطة التنفيذية للرئيس أوباما. حتى هذا التاريخ كانت ظروف مختلفة توفر إلى حد ما بعض الأسباب التي لا يمكن أن تسمح بقراءة موضوعية لردود أفعال أوباما. حتى الصمت الذي حافظ عليه أوباما في الأسابيع التي استغرقتها الحرب على غزة و الذي جوبه بالتنديد من قبل بعض الأوساط تم تفسيره من قبل بعض الأوساط الأخرى بأنه كان "أمرا طبيعيا" و لأسباب "مفهومة" بالرغم من عدم التركيز عليها إعلاميا. الصحفي اليهودي الأميركي م. ج. روزنبرغ الذي قطع مع "اللوبي الإسرائيلي" منذ اتفاقيات أوسلو و أصبح أحد أهم أعضاء "منتدى سياسة إسرائيل" الكثير الانتقاد لهذا اللوبي أشار في عموده على موقع (talkingpointsmemo.com) بناء كما قال على مصادر مقربة من أوباما أن صمت الأخير كان ناتجا عن خلاف في تقييم الموقف و كيفية رد الفعل عن الإدارة المتخلية. يفسر روزنبرغ بناء على مصادره بأن من التقاليد الأميركية أن الرئيس المنتخب يمكن أن يعبر عن آرائه في المرحلة الانتقالية (منذ انتخابه حتى تسلمه السلطة) إلا إذا تعلق الأمر بحالة يكون فيها رأيه مخالف للإدارة المتخلية في ملفات الشؤون الخارجية. الآن و بالرغم من مرور أقل من أسبوع على تسلمه السلطة يمكن أن نسوق بعض الملاحظات الأولية حول ما يمكن أن يميز سياسة الإدارة الجديدة عن الإدارة المتخلية في ملف الصراع العربي الإسرائيلي.

أولا، لنبدأ من الخطاب الافتتاحي يوم 20 يناير. بالرغم من عدم تعرضه لملف الصراع العربي الاسرائيلي بما في ذلك الحرب على غزة إلا أن النبرة العامة للخطاب تميزت بنقد واضح للإدارة المتخلية في مختلف الملفات بما في ذلك الخارجية أدى إلى ردود فعل غاضبة من قبل مساعدي الرئيس السابق في الاعلام الاميركي. أوباما حرص بشكل واضح على تكرار استعمال كلمة "مسلمين" أو "عالم إسلامي" بشكل غير مسبوق في خطاب رئاسي افتتاحي. الجملة الرئيسية التي تستحق التعليق هي:"إلى العالم الإسلامي نقول: إننا نسعى لسلوك طريق جديدة إلى الأمام، إنها طريق تستند على المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل". قال أوباما ذلك و وراءه الرئيس المتخلي بما يعني الاقرار بأن ما "قمنا به" في السابق كانت "طريقا لا تستند على المصلحة المشتركة و الاحترام المتبادل". ليست هذه مجرد تمارين خطابية، إذ أن اختيار الخطاب الذي شاهده العالم بأسره لكي يعلن ما يشبه الاعتذار عن سلوكيات الادارة المتخلية أمر يستحق الانتباه. و ليس من الصدفة أن هذه الجملة تحديدا حازت موقعا رئيسيا في تغطية الصحف الاسرائيلية من الغد.

ثانيا، نأتي الآن للكلمة التي ألقاها في مقر وزارة الخارجية يوم الخميس أثناء الاعلان عن تعيين جورج ميتشل كمبعوث خاص للشرق الأوسط (الأمر الذي سأتعرض إليه في النقطة الموالية). طبعا الكلمة لا تتضمن الموقف الذي يتمنى أن يسمعه أي مراقب منصف للحرب على غزة من خلال التنديد بالطرف الاسرائيلي القائم بالعدوان و بمجازر مروعة. لكن فيه نقاط تؤكد فعلا أن هناك تميزا واضحا عن الادارة المتخلية. سأنقل هنا ملاحظات الصحفي جيم لوب مدير مكتب واشنطن لوكالة (IPS) للأنباء في موقعه (www.ips.org/blog/jimlobe) التي أعتقد أنها تقدم أفضل تحليل لهذه الكلمة و أيضا لمغزى تعيين جورج ميتشل كمبعوث خاص. ملاحظات لوب تؤكد ليس على المتوقع (أي العبارات العامة التي تشير إلي تعاطف مبدئي مع إسرائيل) و لكن على غير المتوقع أو المختلف عما كان معتادا في الثماني سنوات السابقة. يشير لوب إلى أن الكلمة قطعت مع أسلوب الادارة المتخلية التي تتجاهل قتل المدنيين الفلسطينيين من خلال التركيز على العبارات التي "تحمل المسؤولية لحماس" بما يشكل إشارة واضحة إلى أن قتل المدنيين الفلسطينيين أمر لا يمكن تبريره تحت أي مسمى. لكن الأهم من ذلك هو الخطوط العامة التي ضمنتها الكلمة في علاقة بالوضع الراهن بما يشكل خريطة طريق لأفكار الادارة الاميركية خاصة في علاقة بكيفية تسيير وقف اطلاق النار الراهن و هي لا تتضمن وقف إطلاق الصواريخ و الانسحاب الاسرائيلي من غزة فحسب بل الأهم من ذلك فتح المعابر ليس للمساعدات الانسانية فقط ول كن أيضا "للتجارة" بما يشكل دعوة واضحة لرفع الحصار و هو مطلب رئيسي للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة و هو كذلك المطلب الذي تم تجاهله بشكل كامل طيلة السنتين الأخيرتين من قبل الادارة المتخلية. النقطة الأخرى هي الطريقة التي تمت بها الاشارة إلى الآلية التي تقوم بمراقبة المعابر غير الاسرائيلية (أي بالتحديد معبر "رفح") من خلال الاشارة ليس إلى شرط رجوع السلطة في غزة إلى "السلطة الفلسطينية" بل حصره ذلك في "مشاركتها" في مراقبة المعابر و هو الأمر الذي يمكن أن يحصل بشكل رمزي مع تواصل تواجد "حماس" بشكل ما قرب المعبر و هو الأمر الجاري حوله التفاوض أصلا في القاهرة. الجملة الأخرى التي تؤكد التخلي عن شرط رجوع سيطرة حكومة تسيير الأعمال في رام الله على غزة قبل رفع الحصار هو الاشارة إلى أن المساعدات يجب أن تتم بـ"توجيهها" بشكل تم فيه تجنب استعمال كلمة "تحت سيطرتها".

ثالثا، في خصوص مغزى تعيين ميتشل أشير أيضا إلى تعليق جيم لوب الذي كان أول صحفي حصل على معلومات بخصوص تعيين جورج ميتشل عوضا عن الاشاعات التي راجت عن تعيين دنيس روس في هذا الموقع. يلاحظ لوب أولا أنه مقارنة بدنيس روس المقرب بقوة من مركز "اللوبي الاسرائيلي" أي منظمة "إيباك" يبرز ميتشل بوصفه شخص تعرض للانتقاد من قبل الأخيرة. حيث اشتكى رئيس "إيباك" أبراهام فوكسمان في تصريحات مشهورة أن ميتشل "شديد الحيادية" و هو ما يعتبر أمر سلبي بالنسبة للوبي. يجب التذكير هنا أن ميتشل الذي أشرف على صياغة تقرير التقصي في أحداث انتفاضة الأقصى قد تعرض لانتقادات عنيفة من قبل مجمل الطيف السياسي الاسرائيلي عند نشر التقرير في شهر أبريل 2001 بسبب ما اعتبر أنه "مساواة بين القاتل و الضحية". النقطة الأخرى التي يشير اليها لوب هي خوصوصية موقع ميتشل و الصلاحيات الخاصة التي تم منحه إياها. حيث أشار في كلمته أن جهوده ستتصل بـ"أعلى السلطات" في إشارة الى البيت الأبيض و الرئيس تحديدا بما يتجاوز حتى وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون. كما أن مقارنة بين خطته و خطة المبعوث إلى باكستان و افغانستان ريتشارد هولبروك تشير إلى أن ميتشل "سيقود جهود السلام" في حين أن هولبروك "سينسق جهود السلام". و في هذا السياق حتى لو تم منح دنيس روس، كما تتناقل بعض وسائل الاعلام، موقعا في الخارجية له علاقة ما بالشرق الأوسط فإن ميتشل يبدو أنه ضمن نوعا من الصلاحيات التي تجعله في مستوى متصل مباشرة بالبيت الأبيض. يذكر لوب في هذا السياق بأن ميتشل بوصفه سيناتور قديم و ذي نفوذ كبير داخل الحزب الديمقراطي يتمتع بوضع يتجاوز أوضاع بقية البيروقراطيين في الخارجية الامريكية بما في ذلك دنيس روس و رتشارد هولبروك.

مع هذه الملاحظات الأولية يجب أن أشير إلى بعض الاستنتاجات العامة الأولية أيضا. لن تكون الادارة الجديدة موالية لقضايا العرب و المسلمين. لكن كل من راهن أو يراهن على ذلك قام بحسابات و توقعات خاطئة أصلا. الجديد حقا و الأمر الذي يحتاج الى الانتباه أن هذه الادارة واقعية إلى الحد الذي يجعلها تتفاعل مع واقع ممانعة المشروع الأميركي في المنطقة. و على سبيل المثال فإن أول امتحاناتها أي الحرب على غزة و نتائجها أبرزت أن الرئيس الجديد و إدارته لا يتمسكون بعناد بشروط أوضاع ما قبل الحرب. تمكن المقاومة الفلسطينية من الدفاع على مواقعها و عدم السماح لجيش الاحتلال الاسرائيلي باكتساح المناطق الحضرية في غزة و إجباره على وقف إطلاق نار من جانب واحد من دون تقديم تنازلات سياسية ساهمت بالتأكيد في جعل هذا الملف موضوعا مركزيا للإدارة الجديدة بعد أن كان موضوعا هامشيا أما ملفات العراق و افغانستان و إيران. و الأهم من ذلك أن الادارة الجديدة استخلصت النتائج الصحيحة من الحرب على غزة أي أنه لا يمكن إقصاء و تهميش سلطة فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة و خاصة "حماس". القبول الرسمي و على لسان الرئيس بمطلب رفع الحصار من دون شرط رجوع السلطة الفلسطينية للسيطرة على قطاع غزة يعني عمليا القبول بالتعامل مع وضع سيطرة "حماس" على القطاع من دون شرط "اعترافها بإسرائيل". ترديد أوباما لهذه النقطة أضحت مسألة خطابية أمام القبول برفع الحصار دون تغيير الوضع السياسي لغزة. هنا يجب أن أشير إلى نقطة أخرى سأتعرض إليها بالتفصيل في مناسبة قادمة و هي اتفاق "الاستبلشمانت" الخاص بالسياسة الخارجية من المقربين من الحزب الديمقراطي بما في ذلك المقربين منهم من اللوبي (روس و إنديك و هاس) في كتابات أخيرة هذا العام (بما في ذلك كتاب مشترك و مقال مشترك لإنديك و هاس في الأشهر الأخيرة) على أنه لا يمكن تجاهل "حماس" حتى لو لم تمتثل لشرط الاعتراف بإسرائيل. ملاحظة أخيرة في نفس هذا السياق بميتشل و الذي كان إنتماءه العربي (اللبناني الماروني) أحد النقاط التي تميزه عن بقية المرشحين للوساطة (جميعهم من أصول يهودية و هو ما جذب سخط بعض المحللين الأميركيين بما في ذلك كاتب الأعمدة في نيويورك تايمز الصحفي اليهودي الأميركي روجير كوهين). من المقولات الرئيسية التي لا يتوقف ميتشل عن تكرارها (بما في ذلك في مقال مشترك مع ريتشارد هاس سنة 2007) هي أنه "لا يمكن وقف حرب إذا لم تتحدث مع المشاركين فيها." و هنا تحديدا يجب تذكر التقرير الذي نشرته صحيفة الغارديان البريطانية في خضم الحرب على غزة و الذي يشير إلى عزم الادارة الجديدة الحديث سرا مع "حماس".

الأحد، جانفي 25، 2009

خرافة الصراع بين "إسرائيل علمانية" و محيط عربي "أصولي"... نموذج الأم راشيل

طبعا أي نقاش حول "علمانية" إسرائيل يتجاهل واقع الأساس "القومي-الديني" للدولة (لنفترض خطأ مثلما هو تصور النظرية الصهيونية أن اليهودية "دين-قومية" و ليس دين فحسب في الواقع) و من ثمة الدور المحوري التأسيسي لأطروحة "الأرض الموعودة".. و أي نقاش يتجاهل الإصرار الإسرائيلي و الغربي على أن "يهودية الدولة" خط أحمر في أي "تسوية" سياسية... أي نقاش من هذا النوع هو نقاش زائف... كذلك أي طرح لا يفهم المعادلة المتمثلة في وجود تيارات أو شخوص يهودية غير متدينين في المؤسسة الرسمية و يعتقد أن ذلك كافي لاستخلاص "علمانية" الدولة في الوقت الذي توجد فيه هذه التيارات و الشخوص بالتحديد ضمن تدعيم واقع "الدولة اليهودية".. هو طرح سوريالي... كذلك أي تأريخ للصراع العربي الإسرائيلي ينسى أن تأسيس "الدولة اليهودية" كان على الضد و في الوقت الذي برزت فيه تيارات عربية غير دينية (قومية-وطنية، قومية-ناصرية، قومية-بعثية...)... أن الصراع العربي ضد إسرائيل لم يكن حتى ثمانينات القرن الماضي صراعا حول من يحمل شرعية الحق الديني على فلسطين بل كان حول الشرعية الحداثية لأي دولة أي الأرض و الوجود ("الأمة-الدولة")... أن التيارات الإسلامية الفلسطينية برغم إسلاميتها لم تهمش الطابع الوطني لقضيتها و لهذا تحديدا علاقتها منسجمة سواء مع بقية التيارات الفلسطينية "العلمانية" أو غير الإسلامية عموما... و كذلك علاقتها منسجمة مع محيطها المسيحي... منذ قليل، مثلا، كان الأب عمانوئيل مسلم راعي كنيسة اللاتين في غزة (الذي بدأ حديثه بعبارة "السلام عليكم") يفسر في فضائية "الجزيرة" أن "مسيحيي غزة هم العرب الفلسطينيين" و "أن الحرب على كل الشعب الفلسطيني على غزة" و "أننا خضنا معهم الحرب" و أن "من يدافع عن غزة يدافع عنا"...


على الجانب الآخر كان أحد العنواين التي تصدرت اليوم صحيفة "يديعوت أحرنوت" (الصحيفة الأولى و الموقع الالكتروني الأول في المشهد الاعلامي الاسرائيلي) هو تصريحات لقادة دينيين يهود عن دور "الأم راشيل" (قديسة يهودية) في الحرب على غزة عندما ظهرت للجنود لترشدهم في المعركة (تصريحات موردخاي إيلياهو هنا و تصريحات عوفاديا يوسف هنا)... هذه التصريحات كانت تالية لأحاديث مماثلة بين جنود جيش الاحتلال...

المسألة هنا هي إلي أي حد يمكن أن نعتقد أن الفلسطينيين لن يستخدموا مخزونهم الديني الإسلامي في صراع غير متكافئ القوى يحتاجون فيه إلى أي شيئ للدفاع عن وجودهم بالأساس (و هنا لا يمكن لأحد أي يبالغ في أنهم باتو يدافعون عن وجودهم الفيزيائي بعد المجازر المنقولة على الهواء التي شاهدناها)... إلي أي حد يمكن أن لا يقوموا بذلك خاصة أن الطرف الآخر قائم بالأساس على جوهر ديني ثابت.. و خاصة أن الأطراف غير الإسلامية الفلسطينية لم تستطع الحفاظ على ثقة و دعم غالبية الفلسطينيين بعد قيادتها للصف الفلسطيني لأكثر من ثلاثين سنة؟ أي نقاش جدي حول هذا الموضوع يبدأ هنا و بعد إقرار المقدمات أعلاه

الثلاثاء، جانفي 20، 2009

مقتطفات من خطاب الرئيس باراك حسين أوباما

يوم تاريخي بمقاييس مختلفة.. الرئيس الذي أصر على القسم باسمه الثلاثي بالرغم من بعض الانتقادات من اليمين المتطرف.. و جدته الفلاحة الكينية وراءه، تقف بافتخار... مشهد شبه سوريالي... طبعا الفارق بين الأسطورة و الواقع بش يختفي بداية من الغد... أوباما ليس المسيح المخلص، كما فهم الكثيرون الآن...
هذه مقتطفات من خطابه الافتتاحي


الاقتصاد:

إن حالة الاقتصاد تدعونا إلى بذل الجهود والعمل، التي يجب أن تكون هائلة وسريعة، وسوف نفعل ذلك، ليس فقط لخلق وظائف جديدة، بل لوضع أساس جديد للنمو.

إن السؤال الأساسي الذي يجب أن نسأله هو: ليس ما إذا كانت حكومتنا كبيرة أم صغيرة، بل ما إذا كانت ستكون فاعلة أم لا، بل ما إذا كانت تساعد العائلات لإيجاد فرص عمل بأجور لائقة ورعاية تمكنهم من أن يتحملوا أعباء الحياة والعيش في سن التقاعد باحترام وكرامة.

إن نجاح اقتصادنا يعتمد على مقدرتنا على إعطاء الفرصة لكل صاحب قلب صادق وصاحب إرادة حرة ومؤمن بالخير المشترك بيننا.

شؤون الدفاع:
نرفض الاختيار ما بين السلامة وقيمنا المثالية، فميثاقنا يؤكد على حكم القانون وضمان حقوق الإنسان.

إن أمريكا هي صديقة لكل أمة وكل رجل وامرأة وطفل يسعى لمستقبل يعمه السلام والكرامة. نحن جاهزون للقيادة مرة أخرى.

العراق:
سوف نبدأ مغادرة العراق بمسؤولية ونتركه لشعبه.

أفغانستان:
سوف نتوصل إلى تحقيق السلام في أفغانستان.

الشأن النووي والبيئة:
سوف نعمل مع الأصدقاء القدامى والأعداء السابقين بلا كلل أو ملل لتقليل الخطر النووي وتقليل خطر زيادة حرارة الكون.

الإرهاب:
لن نعتذر لأحد عن طريقتنا وأسلوبنا في الحياة. فإلى أولئك الذين يحاولون تحقيق أهدافهم وغاياتهم بنشر الإرهاب وقتل الأبرياء، نقول لكم اليوم: إن معنوياتنا أقوى منكم، ولا يمكن أن تُكسر وسوف نهزمكم.

العلاقة بين الأديان:
نحن أمة من مسيحيين ومسلمين ويهود وهندوس وغير مؤمنين. إطارنا تحدده بوتقة اللغة والثقافة التي استقيناها من كل أصقاع المعمورة، لأننا جرَّبنا وذقنا طعم المر والحرب الأهلية ونظام الفصل، وهاهي أمَّتنا تعود لتُبعث من جديد من عصر الظلام فتكون موحَّدة وقويَّية مرة أخرى.

لا بد أن تستطيع إنسانيتنا من أن تبلسم جراحها وتشفي نفسها بنفسها، إذ يتعيَّن على أمريكا أن تلعب دورها وتدشِّن مرَّة أخرى عهدا جديدا من السلام.

رسالة إلى العالم الإسلامي:
إلى العالم الإسلامي نقول: إننا نسعى لسلوك طريق جديدة إلى الأمام، إنها طريق تستند على المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل.

لقادة العالم:
إلى أولئك القادة في أرجاء المعمورة الذين ينشرون بذرر الصراع ويلقون باللاَّئمة في أوجاع مجتمعاتهم على الغرب، نقول: فلتعلموا أنَّ شعوبكم سوف تحكم عليكم بقدر ما تبنون لا بقدر ما تحطِّمون.

وإلى أولئك الذين يتمسَّكون بالسلطة عبر الفساد والخداع وإسكات صوت المعارضين والمنشقِّين، نقول: فلتعلموا أنَّكم على الجانب الخطأ من التاريخ، لكننا سوف نمدُّ ونبسط لكم يدنا إن أنتم أظهرتم الإرادة والرغبة على حلحلة وإرخاء قبضتكم تلك.

إلى الفقراء:
نتعهد بالعمل إلى جانبكم لجعل مزارعكم تزدهر تنتعش من جديد وجعل المياه النقيَّة تنساب وتتدفَّق إليكم ونمكِّن الأجسام الجوعى من الحصول على التغذية، كما نساعد على إطعام العقول الجوعى (إلى المعرفة).

إلى الاغنياء:
إلى تلك الأمم من أمثال أمتنا التي تنعم بالوفرة النسبية، نقول: لم نعد نحتمل الشعور باللاَّمبالاة بأولئك الذين يعانون خارج حدودنا، كما لم نعد نستطيع استهلاك موارد وخيرات العالم بدون إعارة أدنى اهتمام لنتائج وانعكاسات ذلك. ولأن العالم قد تغيَّر، فعلينا أن نتغيَّر نحن معه أيضا.

رسالة إلى الأمريكيين:
قد تكون تحدِّياتنا جديدة، وقد تكون الأدوات التي نواجهها بها جديدة أيضا. لكنَّ القيم التي يستند عليها نجاحنا، وهي العمل الجادًّ والمتفاني والأمانة والإخلاص والشجاعة والأداء النزيه والتسامح وحب الفضول والولاء والبطولة، هذه كلُّها أشياء قديمة، لكنَّها حقيقيَّة.

تلك الأشياء كانت عبر التَّاريخ هي القوَّة الكامنة بهدوء وراء تقدُّمنا. إنَّ ما هو مطلوب منَّا الآن هو العودة إلى تلك الحقائق والقيم والبدء بعهد جديد من الشعور والإحساس بالمسؤوليَّة والاعتراف بالفضل وتقدير الجهود، وذلك على مستوى وصعيد كل أمريكي. فنحن لدينا واجبات تجاه أنفسنا وتجاه أمَّتنا وتجاه العالم أجمع. إنَّها واجبات لا نتقبَّلها بروح من الشكوى والتذمُّر، بل نقتنصها بحب وسعادة وشغف.

إنَّنا ننطلق بذلك كلِّه من معرفتنا الأكيدة والراسخة بأنَّه لا يوجد شيء أكثر مجلبة للرضى عن الضمير والرُّوح وأكثر تعريفا وتحديدا لشخصيَّتنا من إعطائنا وتقديمنا كلَّ ما نملك ونستطيع في سبيل الواجب والمهمَّة العسيرة التي نتصدَّى لها.

هذا هو ثمن الوعد بالمواطنة. هذا هو مصدر ومنبع ثقتنا بأنفسنا: إنَّه معرفة وإدراك أنَّ الله يدعونا إلى تشكيل وصنع قدَر يعتريه الشك واليقين.

كلمة أخيرة:
وإليكِ يا أمريكا أقول: في وجه مصاعبنا المشتركة، وفي شتاء المصاعب هذا... بقلب يحدوه الأمل وبالفضيلة، دعونا نتجشَّم العناء ونواجه بشجاعة وعنفوان مرَّة أخرى تيَّارات الجليد هذه ونتحمَّل ونصبر على العواصف التي قد تهبُّ علينا.

دعوا الناس تروي لأبناء أبنائنا أننا عندما خضعنا للتجربة ووُضعنا على المحكِّ، فقد رفضنا الانصياع وإنهاء المشوار وقطع الرحلة قبل أن نصل خط النهاية. كما لم نولِّ الأدبار وندير ظهورنا أو نتردَّد ونتلعثم ونضطَّرب، بل ثابرنا ومضينا إلى الأمام، حاملين معنا تلك الهديَّة العظيمة المتمثِّلة بالحريَّة، وأوصلناها برٍّ الأمان بسلامة وسلَّمناها إلى أجيال المستقبل القادمة.

الاثنين، جانفي 19، 2009

تحيين حول جهود الملاحقة القانونية ضد مجرمي الحرب الاسرائيليين

في خضم الحرب على غزة رفضت محكمة الجنايات الدولية طلب منظمة حقوقية فلسطينية لتقديم قضية لأن "غزة مش تابعة حتى دولة" (هنا)... رغم هذاكة فمة تحالف دولي لمنظمات حقوقية بدى في تقديم قضايا لمحكمة الجنايات الدولية و لمحاكم أوروبية محلية (أنظر الروابط أسفله).. و هذا بدى يأثر على حركة الجنرالات الإسرائيليين.. كيما واضح من الزوز تقارير هذومة في "يديعوت أحرنوت" (هنا و هنا) فمة تخوف اسرائيلي كبير من الموضوع و عمليا تم حظر السفر على القيادات العسكرية دون إذن وزير العدل حتى لا يقع هؤلاء تحت طائل ما يتوقعوه أي "موجة" من المحاكمات...

روابط ذات علاقة: خبر عن تقديم 230 محامي دوليين قضية في الموضوع لمحكمة العدل الدولية في لاهاي (هنا)، بيان منظمة العفو الدولية صدر اليوم يتهم بشكل واضح ("دون أي شك") اسرائيل بارتكاب جرائم حرب من خلال استعمال الفوسفور الابيض ضد المدنيين (هنا و هنا)، تقرير صدر منذ خمسة أيام عن الموضوع في الموقع الدولي "مشروع جرائم الحرب"

هذا نوع آخر من الأنواع الناجعة و المهمة للاحتجاج علي جرى

الأحد، جانفي 18، 2009

حرية الحجب

فمة مدة توة مدون جديد (هنا) دخل لتن-بلوقس قدم وجهة نظر تدافع على حرية الحجب (هنا)... إي نعم فمة حاجة إسمها "حرية الحجب"... هي الكلمة المناسبة إلي في رايي تعبر على فكرة موجودة في الواقع... الفكرة هذية هي تبرير واقع الحجب بمعزل عن الزمان و المكان كنت تعرضتلها سابقا ردا على نموذج ما يختلفش برشة على مثال المدون الجديد (هنا).... إي عادة المدون الجديد (إلي أول ما اكتشفت مدونتو كان عبر نص نموذجي في اسلوب القص و التلصيق هنا) حاول يبرر واقع الحجب من خلال اختراع شخصي لمحاذير في مستوى القوانين من غير ما يفسر علاقتها بالدستور متاع بلادنا و القوانين الموجودة... الحقيقة تعاملت مع السيد هذا بجدية و خليت تعليق كيفما خلي بعدي مدونين أخرين (عمروش و أرابيكا) تعاليق... لكن لا حياة لمن تنادي... نسيت الحقيقة الموضوع... توة قلت خلي نرجع نشوف أحوال "الحوار" هذاكة.. آخي لقيت تعليق متوسط من نوع يا ولادي أخطاوني.. الكل عندنا الحق... و ربي يعينكم...

المشكل إلي كيف عملت طلة على المدونة بشكل عام لقيت توجه كان لموضة في بداية التسعينات و إلي هو يتمثل في الجمع بين ما أصبح يعبر عليه في البلوغوفسير بالتوجه "القزوردي" مع شعارات "محاربة الخرافة" و "الحداثة" و العلمانية" و "العقلانية" و زادة بالطبيعة الدفاع عن"إسرائيل الديمقراطية" مقابل الحقد على الفلسطينيين إلي يقاومو فيها بناء على الحكم على ضمائرهم و عقائدهم... فمة بالمناسبة عضو ياسر يفركح في الفايسبوك و عندو مدونة حسبما فهمت يمثل النموذج الكاركاتوري في الخلطة هذية (لقيت عليه تدوينة اليوم هنا)... على كل نرجع لموضوع "الحوار" حول موضوع الحجب... ماذابينا إلي يحب يناقش يتشجع شوية و يناقش.. علاش حالين مدونة كان ما تنجموش تناقشو.. شخصيا نمن بالحوار خاصة مع ولاد بلادي و نسبق الخير... خاصة في الحالة هذية السيد "ملحق بالتعليم العالي"... شوية شجاعة يا جماعة في الحوار...

و نحب بالمناسبة نقول على حاجة في الاطار هذاية حول شخص يتماهى مع رؤية الجمع بين القوزردي و الحداثة... مدونة رديون بعثت دعوة لبسيس يظهرلي شهر لتالي للمشاركة في نقاش حول "حوار الشباب"... جاوب و قال مستعد بش يشارك... لكن مبعد درى شنوة إلي جرى و خلاه يهرب و ما يجيش بالرغم من محاولة الاستفسار... مرة أخرى شوية شجاعة و جرأة بالله... لأنو ما فماش أسهل من حوارات فيصل القاسم و علاء الشابي وين قواعد الحوار تمكنك من إعلان البطولة ("من جانب واحد") في القدرة على الحوار

السبت، جانفي 17، 2009

نتائج الحرب

طبعا مقالي الاسبوعي (هنا) كان حول وقف اطلاق النار في الحرب على غزة... كتبتو نهار الجمعة في الليل يعني قبل التأكد من كل تفاصيل وقف اطلاق النار لكن بشكل عام منسجم مع الوضع الراهن.. و تقريبا الاستنتاجات الأولية إلي كتبتها في مقال الاسبوع إلي فات (هنا) منسجمة مع الوضع الراهن... بعض المقالات إلي أشرتلها في مقال الاسبوع هذا تعرضتلهم في تدوينات الاسبوع هذا

الجمعة، جانفي 16، 2009

بين قوسين: سرقة مخطوطات أثرية من متحف رقادة في القيروان

نقلا عن جريدة الصباح متاع اليوم (هنا)... بالمناسبة متحف رقادة يحتوي على واحدة من أفضل مجموعات المخطوطات القرآنية في العالم خاصة منها المؤرخة الى الفترة المبكرة خاصة بين القرنين التاسع و الحادي عشر ميلاديين...

الأربعاء، جانفي 14، 2009

تقرير عن توصل لاتفاق لوقف إطلاق النار

نقلا عن يديعوت أحرنوت قبل قليل نقلا عن مصدر مصري (هنا)... على كل من المؤكد أن بعض التعديلات التي طالبت بها حماس على المبادرة المصرية و بدعم تركي تم الاستجابة لها خاصة نقطة تمديد الهدنة إلى عام و ليس التسليم بمبدأ عدم المقاومة (أو هدنة خاصة بغزة في رظوف غير معروفة بعشرة أو خمسة عشر عاما) مثلما كان الحال في المبادرة المصرية فيما قبل (هنا)... المسألة الرئيسية أنو يبدو أن القيادات الاسرائيلية اصبحت تميل في أغلبها (خاصة وزارة الحرب) إلى وقف الحرب (هنا و هنا) و بالتالي الرغبة الاسرائيلية في إعلان وقف الحرب و إعلان "الانتصار" على أساس أن "الحرب حققت أهدافها" في حين أن الأهداف الاسرائيلية من هذه الحرب لم تتحقق و لا يمكن أن تتحقق (مثلما أشرت في مقالي الاخير هنا)... من جهة أخرى ربما هناك رغبة مصرية للتوصل الى اتفاق قبل يوم الجمعة لتجاوز قمة الدوحة (هنا) و بالتالي ربما يكون يهناك رغبة مصرية في الموافقة الآن على مبادرتها مبالغ فيه... يبقى تأكيد هذا التقرير و وضوح بعض التفاصيل و موقف رسمي من حماس

توم فريدمان و عقلنة استراتيجيا قتل المدنيين

قرأت اليوم صباحا مقالا لكاتب الاعمدة في صحيفة نيويورك تايمز توماس فريدمان (هنا)... المقال بمثابة الجريمة بذاتها بما أنه لا يفسر استراتيجيا قتل المدنيين لجيش الاحتلال بل يسوقها حيث يعتبرها "الألم الكافي" لـ"تربية حماس" و من ثمة تحقيق "الانتصار".. سأترك جانبا مسائل "الانتصار" و "الهزيمة" (في الحربين، غزة و لبنان) و كذلك العلاقة بين مقال فريدمان و الصراع القائم بين القيادات الاسرائيلية حول "اهداف الحرب" و من ثمة توقيت وقفها (هنا).. المريع في الموضوع هو أن يتم طبع مقال في واحدة من أهم الصحف التي تصدر في قلب الديمقراطية الغربية يدافع بهذا الوضوح عن عقلنة المجازر الشاملة ضد المدنيين كوسيلة عسكرية ضد الشعوب التي لديها وسائل مقاومة محدودة... مجرد الطرح العلني لفكرة "التربية" من خلال المجازر من قبل صحفي يوسم بـ"الاعتدال" و في صحيفة توصف بـ"الاعتدال" سنة 2009 تحيل على انحطاط أخلاقي مريع... إذ هناك فرق بين ارتكاب المجازر في وضح النهار و الاصرار الكاذب على أنها "غير مقصودة".. و تقديمها بشكل "معقلن" على أنها استراتيجيا ليست مقصودة فقط بل ناجحة أيضا... المعنيون (المحترفون و الهواة) بالصراع ضد القروسطية و البربرية على أنها مفهوم معادي لـ"الحداثة" عليهم التمعن أكثر في الواقع

ما خفف الأمر أن أجد انتقادات قوية في عدد (قليل) من المواقع الإعلامية الأمريكية لهذا الموقف الوحشي... أفضل رد فعل على مقال فريدمان المقال الهادئ و العميق و المعبأ بالشعور بالعار لغلان قرينوالد (هنا)... المقارنات المبسطة بين "استراتيجيا فريدمان" و التعريفات البديهية بما في ذلك الأمريكية لمفهوم "الارهاب" و كذلك التنصيص على المواقف المتشبثة بخيار مقاومة الهمجية عوض الرضوخ لها عند ارتكاب المجازر تمثل فقط جزءا من الرد الممكن على فريدمان.. بقية الرد يجب أن تتجه مباشرة صوب نقد التجربة الغربية للحداثة في سياقها الاستعماري الذي يرجع إلى مصادرها الأولى... المجازر الجماعية لترويع المدنيين و الاخضاع هو فقه استعماري يسبق حرب لبنان و ليس إبداعا إسرائيليا... هو تلك "القيمة" التي تفضح العلاقة الملبتسة واقعيا بين "ماقبل الحداثة" و "الحداثة".. استمرار البربرية في أشكال أخرى و بالرغم من الشعار الحداثوي هو المشكل الرئيسي عند نقد "إستراتيجيا فريدمان"...

لكن ليس هناك تاريخ غربي فحسب لهذه الاستراتيجيا.. بل هناك أيضا تاريخ غربي لنقدها (ماركسي-نيتشوي-فرويدي...)... العزاء الوحيد للحداثة (مثل أي ظاهرة تاريخية على كل حال) أنها ليست حالة ذات بعد واحد... الصناعة المستمرة للتقنية لا تخلق فقط وسائل الارهاب العسكري من نوع "الفوسفور الأبيض" بل أيضا ديمقراطية الصورة... في هذا العصر مقال فريدمان لم يعد وحده منبرا للرأي بل هناك أيضا قرينوالد، و الأخير ليس الأشرف فحسب بل الأكثر قراء أيضا...

الثلاثاء، جانفي 13، 2009

عجز اسرائيلي في المعركة الاعلامية و ديمقراطية الصورة

لنضع جانبا التغطية الاعلامية في المجال العربي و الاسلامي للحرب على غزة حيث من الطبيعي أن تكون معبرة عن الطرف الفلسطيني.. تلك معركة خاسرة لا يمكن أن تربحها إسرائيل ببعض الكتاب في "إيلاف" و "شفاف الشرق الأوسط" أو بعض الصبية في مجموعات تتعلق بأوساط عربية على شبكة "فايسبوك" أو المعلقين العسكريين الناطقين بعربية مخنوقة في الفضائيات العربية... الطرف الاسرائيلي يعرف جيدا أين يجب أن يركز قواه، تحديدا في المجال الغربي.. المشرف على العملية الدعائية الاسرائيلية ("الحسبرة" بالعبرية أو "التفسير" حسب المفردات الرسمية)، و مثلما يكشف أكثر من تقرير خلال الأيام الماضية (هنا و هنا)، خاصة في الوسط الغربي هي هيئة حكومية مختصة تسمى "دائرة الاعلام القومي" تم تأسيسها منذ ثمانية أشهر و تنسق نشر المعلومات بين مختلف الهيئات الاسرائيلية... هذه الهيئة الرسمية تقوم أنشطتها المعلنة بالأساس (و هنا من المؤكد أنه توجد أنشطة غير معلنة بما هي طبيعة حركة أي دولة في حالة حرب و تعتمد على جهاز مخابرات خارجي معروف بأنشطته الدعائية) على نشر إعلانات مدفوعة الأجر في صحف غربية..

من الطرق الرئيسية التي يتم التركيز عليها الآن وضع إعلان تحت عنوان "ماذا لو كانت حماس في حيك؟" مع صورة خريطة تضع قطاع غزة بجانب مدينة غربية يتم اختيارها حسب موقع الصحيفة التي يتم فيها الإعلان (هناك رابط هنا على موقع "رابطة معاداة التشهير" الأمريكية المقربة من اللوبي الاسرائيلي يوفر طبع إعلان حسب قائمة من المدن و التي لم يكن من الصدفة أن تكون في معظمها غربية)... رغم ذلك فإن الصراع الاعلامي القائم الآن يشير بوضوح إلى عجز إسرائيلي على المنافسة.. السبب الرئيسي طبعا هو الدمار الكبير الذي لحق غزة و الصور البشعة لقتل المدنين التي تنقلت عبر العالم.. و بالتالي الواقع القائم كما هو منقول... و هكذا فحتى داخل هذا السياق الغربي بدأ ميزان القوى في التأرجح ضد المصلحة الاسرائيلية خاصة خلال الأيام القليلة الماضية... لنضع جانبا تذمر بعض الصحفيين الغربيين الممنوعين من التغطية و صور اللاعب المالي كانوتي التي أشرت اليها سابقا (هنا).. المسيرات الضخمة التي حدثت في لندن و خاصة مدريد (بمشاركة اعضاء في الحزب الحاكم و هو ما أدى إلى أزمة ديبلوماسية اسرائيلية اسبانية) هي تعبير أولي على ما يحدث...

صحيفة الجيروزليم بوست في عدد اليوم نشرت مقالا اعتذاريا و دفاعيا في الغالب (هنا) يعكس تخوفا من انعكاس اتجاه الرياح خاصة عندما تقوم مجلة منتشرة بشكل واسع في قلب المجال الغربي أي الولايات المتحدة مثلما هي مجلة "التايم" بنشر عنوان و صورة على صدر عددها الجديد (من دون أجر) في في اتجاه ينتقد بالأساس الحرب الراهنة على غزة... هناك حملة الآن (كما ينقله موقع إسرائيلي آخر هنا) من قبل بعض "المدونين الإسرائيليين" على قناة "سي أن أن" لأنها نشرت فيديو قصير لوفاة رضيع فلسطيني محاولين التشكيك في صدقية الشريط (من دون تقديم أي حجج جدية بالمناسبة) و رغم ذلك تمسكت "سي أن أن" و مراسلها في غزة بصدقية الشريط... مقال الجيروزاليم بوست المليء بتساؤلات استنكارية عن السبب الذي يجعل إسرائيل مسؤولة في أعين صحف غربية عديدة نشرت على صفحاتها الأولى أحيانا صورا و عناوين تحمل عمليا إسرائيل مسؤولية ما يحدث، هذا المقال يشير إلى عجز ليس في المعركة الاعلامية و لكن عجز استبليشمانت الاعلام الاسرائيلي (حيث أن المقال ينقل آراء و ردود أهم الصحف الاسرائيلية) و عدم رغبته في فهم أن الواقع أكبر من فبركة الصورة خاصة في العصر الراهن.. عصر ديمقراطية الصورة.. طبعا هذا لا يعني أن عصر التحيز الاعلامي انتهى لكنه يعني أن تعدد المصدر و السهولة المتزايدة للمواطنين للتحصل على مصادر متعددة للمعلومة تجعل افتضاح التحيز أكثر احتمالا خاصة بمرور الوقت... و هذا بعد آخر يحد من خيارات أي طرف عسكري عدواني في الوقت الراهن يعتقد أنه يمكن له التصرف مثلما كان يتصرف منذ خمسين سنة

الاثنين، جانفي 12، 2009

روابط جديدة في علاقة بالوضع الراهن في غزة

ربما "المرحلة الثالثة" إلي اشرتلها هنا بدات.. في انتظار تفحص ما يجري فمة بعض الروابط إلي شفتها اليوم و تستحق التنويه حبيت نشيرلها

مقال اليوم في الكريستيان ساينس مونيتور (هنا).. أفضل مقال قريتو من مدة حول تاريخ الثلاث سنوات الأخيرة و خاصة درجة تورط الادارة الامريكية الحالية في تصعيد الصراع بين الفصائل الفلسطينية خاصة بين حماس و فتح.. معلومات جديدة أشارلها موظف في الخارجية الامريكية تزيد تبني على المعطيات إلي تم تسريبها من قبل مسؤولين أخرين في السابق

دراسة مرجعية جديدة (هنا) لمركز البحث الأكثر جدية بالنسبة للصراع العربي الاسرائيلي ("مجموعة الأزمات الدولية") حول الوضع الراهن في غزة... تستحق تعليق مطول ربما في مقال مطول

مقال متميز من كاتب الاعمدة في نيويورك تايمز روجير كوهين (هنا) ينقد فيه التشكيلة المكلفة بملف الشرق الأوسط في الادارة الجديدة خاصة على خلفية الأحداث في غزة و استمرار الخط الأحمر لدى النخبة السياسية الامريكية المتمثل في عدم نقد إسرائيل... التعليقات على المقال (هنا) كانت متميزة زادة.. بالمناسبة نحب نلفت الانتباه لمقالات واحد من أهم المدونين و الكتاب الشبان الامريكين الصاعدين توة قلين قرينوالد إلي مركز على نقد النقطة هذية بالذات مثلا في المقال هذا على موقع "صالون" وين يكتب عادة.. ركز خاصة على التناقض التاريخي إلي يستحق الاهتمام بين إجماع النخبة السياسية على دعم الموقف الإسرائيلي في أي زمان و مكان مقابل نزعة غالبية من الرأي العام الامريكي لعدم التحيز إلى أي طرف




الأحد، جانفي 11، 2009

نعم «غزة يناير 2009» ليست «لبنان يوليو 2006».. لكنهما ينتميان إلى نفس النوع

مقالي الاسبوعي في "العرب" القطرية هنا

السبت، جانفي 10، 2009

مدونات من غزة

كيفما قال تقرير في قناة "فرنسا 24" (هنا) بعض المدونات قاعدة تلعب دور إعلامي بديل على الوضع في غزة في ظل نقص التغطية الاعلامية... موقع "أصوات عالمية" تعرض لبعضها (هنا) خاصة المدونة المشتركة بين اللبنانية ناتالي أبو شقرا من منظمة "غزة حرة" و سيد عبد الواحد رئيس قسم الانجليزية في جامعة الأزهر في غزة (هنا) و الصحفية ليلى الحداد المقيمة في نورث كارولاينا لكن في اتصال مستمر مع عائلتها في غزة (هنا)... بالاضافة للزوز مدونات هذومة نحب نلفت الانتباه لمدونة أخرى للطبيب فلسطيني سامح حبيب (هنا) الموجود توة في غزة تقدم في معطيات متميزة... المدونات هذية الكل بالانجليزية (بوصفها موجهة للراي العام العالمي).. ما نعرفش إذا فمة مدونات أخرى كيفها بلغات أخرى بما في ذلك العربية

الجمعة، جانفي 09، 2009

تحقيق أممي في جريمة حرب بحي الزيتون في غزة

هنا... دعم أشياء من هذا النوع يساهم بشكل كبير في محاصرة آلة صناعة جرائم الحرب إلي صايرة من عام 48... هناك دور كبير للهيئات الحقوقية العربية إلي يلزم تلعبو بش ما يقتصرش كان على الهيئات الأممية أو الصليب الأحمر كيفما في الحالة هذية... نتساءل على الدور العملي إلي تنجم تساهم بيه من تونس منظمات كيف "الهيئة الوطنية للمحامين" و "جمعية المحامين الشبان" و "الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان" (او ما تبقى منها) و الاتحاد العام التونسي للشغل.. إلخ في الملاحقة القانونية من خلال علاقاتهم العربية و الدولية... مرة أخرى يظهرلي من الضروري إنشاء لجنة عربية مختصة في الموضوع هذا دون غيرو... تكون عندها تفرعات دولية واسعة.. بالمناسبة فمة مجموعة تونسية في فايسبوك تعملت في الموضوع هذا

البلوغوسفير التونسي و تونس

من بين أول التدوينات إلي كتبتهم في المدونة هذية كانت تعليق على العلاقة بين البلوغوسفير وقتها و واقع التوانسة و إلي أشرت فيها إلى أني نعتبر فمة هوة بين البلوغوسفير التونسي و واقع التوانسة و هي عموما ملاحظات عاودت التعرض ليها منذ أشهر قليلة (هنا)... فمة تعليق لقيتو مؤخرا عاود طرح علية المسألة هذية (هنا)... البلوغسوفير التونسي تغير نسبيا على الوضع إلي كان عليه وقتلي بديت التدوين في المدونة هذية يعني ماي 2007.. ولى مهتم أكثر (نسبيا) بالشأن العام... لكن مازال فمة نوع من الاغتراب نحسو كيف ندخل للبلوغسوفير التونسي... فمة تضخم لرؤى و مواقف ما تعكسش حجمها في الواقع التونسي لا الواقع السياسي و لا الواقع الفكري و الثقافي... ردة الفعل على الوضع في غزة عمقت عندي الانطباع هذا... مثلا معروف توة أنو فمة مثلا مسيرات و مظاهرات في مختلف الجهات التونسية احتجاجا على جرائم الحرب الاسرائيلية القايمة على قدم و ساق... طبعا الاعلام البودورو يتجاهل نقل الأحداث هذية لكن فمة وسائل اتصال و إعلام تنقل الاحداث هذية (مواقع انترنت مختلفة تنقل يوميا بيانات تسجل سلسلة الأحداث إلي جرات في مختلف الجهات).. برغم هذاكة البلوغسوفير التونسي ماعكسش الواقع هذا... مثلا فمة الكثير من المعاهد عملو مسيرات... في المقابل ما فماش تلامذة في البلوغسوفير تحدثو على المسيرات هذية... مثال آخر: البارح شفت بعض الدعوات في البلوغسوفير لجمع أدوية في مدرسة في الضاحية الشمالية... لكن جاب ربي فقط اليوم فاق بعض المدونين (مثلا هنا) إلي الاتحاد العام التونسي للشغل عندو مدة يجمع في الأدوية و ينسق مع هيئات دولية لإرسال سفينة مساعدات... كيفما صار في أحداث سابقة (الحوض المنجمي) مازال فمة هوة زمنية و هوة اهتمام بين الاحداث و البلوغوسفير التونسي... نقول هذا مرة اخرى بالرغم طبعا إلي فمة اهتمام متزايد بالشأن العام...

لكن يظهرلي فمة علاقة بين الاغتراب عن الشأن العام و الاغتراب عن الواقع التونسي في الرؤية و حتى اللغة... و هنا تحديدا فمة سوء فهم... إلي موجود مش تجديد و مش بعد على السائد... فمة بعض المغالطة هنا... لأنو "التجديد" ما يكونش باجترار مواقف قديمة كانت موجودة في بعض الأوساط التونسية على رغم محدوديتها... و البعد على السائد ما يكونش باستيراد سائد آخر ما يقلش اقصائية على السائد الراهن... البلوغسوفير التونسي بالعكس مازال فيه بعض السائد... فمة مثلا خطوط حمرا فيها دافع الخوف و فيها دافع الاقصاء فرضها الوضع السائد ضد أطراف سياسية و فكرية محددة... فمة وهم بأنو البلوغسوفير يلزمو بالضرورة يمثل "حقيقة تونس" إلي يعني حسب الرؤية هذية وهم آخر حول تونس يعني أنها "تونس الحداثة و التنوير و التقدمية".... هذا توجه يكرس الفكر ذو البعد الواحد و يكفر فعليا تحت مسميات حداثية وجهة النظر المخالفة و يعرقل اي حوار حقيقي و في النهاية يزيد يروج التفكير البوليسي... البلوغسفير مازال ما فيهش نقاش جدي و مشاركين فيه ناس تنجم تقوم حتى بنقاش جدي (يعني يتجاوز الشعاراتية المأدلجة) حول معضلات حقيقية في بلادنا... بما فيها مسائل كيفية الخروج من الانسداد السياسي الراهن... و وضعية الاسلاميين في تونس بداية من طرح أسئلة بسيطة كيف "من هم" إلى "هل تعتقد في حقهم في العمل السياسي"... مازال الجسم الأساسي متاعو خاضع للخطوط الحمر متاع السائد... البلوغسفر زادة مش مختلف عن ممارسات سائدة من نوع الضحالة الفكرية و الشعاراتية و التعميم و التكاتف على أساس التضامن القائم على الصداقة و الانتماء الايديولوجي كيف يصير في بعض الحالات كيف مسابقة البلوغسوفير أو بعض الصرعات (مش الصراعات) الفكرية... هذية في الحقيقة مش انتقادات موجهة للاتجاه العام متاع البلوغوسفير فقط بالضرورة لكن نقد زادة حتى للناس إلي موجودة و ممثلة في الواقع التونسي و ماهيش موجودة في البلوغسفير... و بالأحرى مازالت ما فهمتش أهمية وسائل اتصال كيف التدوين.. و هذا في الحقيقة و في حد ذاتو مجرد مثال على الوضع العام في تونس.. لكن بش نرجع لموضوع التدوينة نقول إلي البلوغسوفير التونسي مازال ما يمثلش تجربة إعلام بديلة على السائد (فمة تجارب يتيمة هنا و هنا لكن توقفت عمليا و ما كبرتش).. على كل في رأيي أنو السبيل الوحيد للبلوغسوفير التونسي بش ينمو و يكبر أنو ينقد نفسو... و ما يلتجئش للاطمئنان و الطمأنة الذاتية و اللغة الخشبية متاع أنو "نحنا أمل البلاد هذية"... لأنو هذيكة مؤشرات إنتهاؤو أو أنو غرق في إنتاج و إعادة انتاج الوهم... عموما يلزم نسجل اليوم أنو ثقتي في البلوقوسفير التونسي و برغم نضجو على كان عليه قبل ثقتي في أنو يتجاوز عبادتو لنفسو و غرورو بنفسو و خاصة نزع الوهم متاع أنو "شجاع" و أنو "تجاوز السائد" ثقتي هذية قاعدة تنقص بشكل كبير.. و بالمناسبة هذاكة من بين الأسباب إلي خلاتني نفقد الرغبة في التدوين عموما في الاشهر الاخيرة..

تحيين: أهية مثلا تدوينة تنشرت قبيلة شوية من المفروض تكون حاجة عادية مش استثناء

الخميس، جانفي 08، 2009

مغزى القرار الأممي بوقف إطلاق النار

في نهاية الأمر تقديرات أحمد يوسف مستشار هنية كانت صحيحة...

أولا، القرار انتهى عمليا بالموافقة على مطالب حماس السابقة للعدوان (كيفما هو واضح في رواية كارتر هنا لطريقة إقامة التهدئة) و بالتحديد وقف متبادل لإطلاق النار و رفع الحصار.. و طبعا الانسحاب الاسرائيلي من غزة
ثانيا، وقع تأجيل القضايا الإجرائية و بالتحديد تراتيب رفع الحصار... و هذاية يعني أنه بالرغم من الدعوة لوقف "فوري" لإطلاق النار فإنه وقف إطلاق النار صعيب بش يكون فوري (بالمناسبة القرار كان بش يكون إلزامي بشكل مطلق بوصفو "بيان رئاسي" لكن وقع التراجع و جعلو إلزامي لكن بتأثير أقل هنا).. فمة مفاوضات ميدانية ستقوم بالترجمة الميدانية لتراتيب القرار.. و في المستوى هذا بش يصير الشي إلي رفضتو إسرائيل أي مشاركة حماس عمليا في صياغة وقف إطلاق النار
ثالثا، إسرائيل بدرجة أولى و الولايات المتحدة بدرجة ثانية و فرنسا بدرجة ثالثة حبو يأجلو إعلان القرار... ردود الفعل الإسرائيلية المبدئية إعلاميا على الأقل تدل على رفض إعلان القرار الآن (هنا).. لكن واضح أنو في نهاية الأمر الموقف الإسرائيلي بقي منفردا حتى الولايات المتحدة مالت لإعلان قرار فوري.. الواضح أنو فشل حملة العلاقات العامة الإسرائيلية (مزيد التفاصيل هنا) خاصة بعد المجازر ضد المدنيين في مواقع أممية أدى لتراجع الموقف الامريكي الرسمي على رفض القرار
رابعا، و الأهم في رأيي، رفض إسرائيل للقرار لا يعني ثقتها في أنها بش تحقق أهدافها لو تحصلت على مزيد من الوقت.. كيفما قلت قبل (هنا) أنو أهم مرحلة في العملية العدوانية هي "المرحلة الثالثة" أي اقتحام المناطق الحضرية كان جيش الاحتلال يتلكأ في تطبيقها... و هذا يعكس أنو في نهاية الأمر لم تكن هناك رغبة إسرائيلية جدية في تنفيذ عملية مواجهة عسكرية مع فصائل المقاومة الفلسطينية.. و بالتالي القرار في نهاية الأمر أنهى المأزق العسكري الاسرائيلي إلي بش يحاولو يوريو أنهم ضد القرار

أخيرا... العركات الجاية بش تكون حول: أولا، طريقة رفع الحصار... فمة عركة الآن حول رفع معبر رفح هل يكون بشكل فوري أم مبعد (هنا)... ثانيا، فمة مشكل وضعية السلطة الفلسطينية و تحديدا وضعية محمود عباس بالرغم إلي انتهى دستوريا وجودو كرئيس للسلطة و فمة تحاليل ترى إلي القرار الأممي و وقف إطلاق النار الوسيلة الوحيدة لمحاولة إنقاذ شرعية عباس (هنا)... ثالثا، معركة شرعية حماس ماشية بكل تأكيد لمصلحة تأكيد شرعيتها دوليا.. ليس فقط بالترتيبات الميدانية لتطبيق القرار لكن بالمؤشرات الأولية لرغبة الادارة الامريكية الجديدة بالحوار معاها حتى عبر قنوات سرية في البداية كيفما يأكد التقرير هذا في صحيفة الغارديان متاع نهار الجمعة 9 جانفي

التسعة بنود الواردة في القرار 1860

1. The Security Council stresses the urgency of and calls for an immediate, durable and fully respected ceasefire, leading to the full withdrawal of Israeli forces from Gaza.

2. The Security Council calls for the unimpeded provision and distribution throughout Gaza of humanitarian assistance, including of food, fuel and medical treatment.

3. The Security Council welcomes the initiatives aimed at creating and opening humanitarian corridors and other mechanisms for the sustained delivery of humanitarian aid.

4. The Security Council calls on member states to support international efforts to alleviate the humanitarian and economic situation in Gaza, including through urgently needed additional contributions to UNWRA and through the Ad Hoc Liaison Committee.

5. The Security Council condemns all violence and hostilities directed against civilians and all acts of terrorist.

6. The Security Council calls upon member states to intensify efforts to provide arrangements and guarantees in Gaza in order to sustain a durable ceasefire and calm, including to prevent illicit trafficking in arms and ammunition and to ensure the sustained reopening of crossing points on the basis of the 2005 Agreement on Movement and Access between the Palestinian Authority; and in this regard, welcomes the Egyptian initative, and other regional and international efforts that are underway.

7. The Security Council encourages tangible steps towards intra-Palestinian reconciliation including in support of mediation efforts of Egypt and the League of Arab States as expressed in the 26 November 2008 resolution, and consistent with Security Council Resolution 1850 (2008) and other relevant resolutions.


8. The Security Council calls for renewed and urgent efforts by the parties and the international community to achieve a comprehensive peace based on the vision of a region where two democratic states, Israel and Palestine, live side by side in peace with secure and recognized borders, as envisaged in Security Council Resolution 1850 (2008), and recalls also the important of the Arab Peace Initiative.

9. The Security Council welcomes the Quartet's consideration, in consultation with the parties, of an international meeting in Moscow in 2009

مراسل أي بي سي الأمريكية: إسرائيل دكتاتورية عسكرية

منع مراسلين دوليين من دخول غزة من قبل جيش الاحتلال ماكانش بش يتعدى بالساهل.. الفضيحة بش تكبر لأنو الضحية في الحالة هذية هو الإعلام نفسو... تقرير في جريدة هآآرتز تنشر قبيلة شوية (هنا) يعطي فكرة على الملف هذا إلي بش يتواصل في الايام القادمة...
مراسل معروف كيف سيمون ماكريقور وود متاع قناة أي بي سي الأمريكية قال إلي هذية ممارسات متاع دكتاتورية عسكرية..


شارل أندرلان متاع فرانس 2 قارن الوضعية بسراييفو وقتلي الجيش الروسي منع المراسلين من تغطية الاحداث

مؤشر آخر على الفشل السياسي للعملية بالرغم حملة العلاقات العامة إلي سبقتها.. طبعا فمة معلقين اسرائيليين اعترفو أنهم بصدد خسارة حرب العلاقات العامة هذية كيف هنا مثلا... لكن من أكثر الصور المعبرة على عدم التوازن في معركة العلاقات العامة هو وقتلي لاعب كيف المالي كانوتي المحترف بأشبيلية و المعروف بمواقفو المستقلة على فريقو يقرر بش يعلن موقفو بالشكل هذا..

رواية كارتر لتطور الأحداث إلى الوضع الراهن

الرئيس كارتر بوصفو أيضا مؤسس مركز كارتر للسلام كان شاهد و مراقب مقرب جدا لتطور الأحداث في غزة و خاصة كيفية حدوث التهدئة.. كتب مقال تنشر اليوم في الواشنطن بوست (هنا) ذكر فيه خاصة النقاط التالية

أولا، التهدئة إلي بدات في 19 جوان كانت بمبادرة من حماس إلي قبلت وقف الصواريخ من غزة مقابل رفع للحصار على غزة بالرغم من تمسكها في السابق بتهدئة تخص غزة و الضفة في نفس الوقت..
ثانيا، اسرائيل رفضت حتى الاقرار الرسمي بالاتفاق بسبب رفضها مبدأ التفاوض مع حماس و ما قبلت كان دخول 20 في الميا من حاجيات سكان قطاع غزة
ثالثا، إسرائيل خرقت التهدئة يوم 4 نوفمبر من خلال قصف ما ادعات أنو نفق
رابعا، وقت التفاوض حول تجديد التهدئة إلي كان الوسيط فيها مركز كارتر سرائيل رفضت مرة أخرى رفع الحصار و ما قبلت المرة هذية كان بدخول 15 في الميا من حاجيات القطاع يعني أقل حتى ملي كان يدخل...

و هنا فقط حماس و بقية الفصائل قررو استئناف اطلاق الصواريخ... يعني بعد خرق الهدنة من خلال رفض دخول 80 في الميا من الحاجيات الانسانية للقطاع لمدة ستة شهور... و بعد خرق التهدئة يوم 4 نوفمبر.. و بعد قرار اسرائيلي بتشديد الحصار من خلال رفض 85 في الميا من حاجيات القطاع

أخيرا... الأهداف الإسرائيلية من "الرصاص المسكوب" على لسان أشكينازي

رئيس الأركان الاسرائيلي صرح اليوم، أخيرا، عن الأهداف الرسمية التي تم وضعها منذ التحضير لعميلة "الرصاص المسكوب" منذ شهر مارس 2007... يقول أشكينازي نقلا عن جريدة هآآرتز اليوم هنا

the optimal situation would include several elements: steep reduction in rocket fire; neutralization of terror infrastructure; weakening of Hamas' position and organization, as well as its removal from power; creation of a "deterrent balance"; and reducing public support for the militant movement. In addition, Israel should not be viewed as being responsible for the Palestinian population, but the role should go to a central Palestinian establishment created in Gaza, led by moderate, pragmatic officials.

تأتي تصريحات أشكينازي للتأكيد على عدم قدرة جيش الاحتلال تحقيق أهدافه من العملية حتى هذه اللحظة وبالتالي عدم توفر استراتيجية خروج حتى هذه اللحظة... أعتقد في النهاية أن الخروج سيحدث لأنه غير ممكن سياسيا تواصل العملية في سياق الفشل الراهن... في الواقع عكس هذه الأهداف بصدد التحقق... ملاحظة أخرى: تهيئة قيادة فلسطينية "معتدلة" تأتي على ظهر الدبابات محور رئيسي من العملية... من جهة أخرى رؤية الفشل المتوقع للعملية خاصة في "مرحلتها الثالثة" (أي القيام بهجوم بري حقيقي داخل الأماكن الحضرية بما أن ذلك لم يحدث حتى هذه اللحظة) بدأت التسرب للمعلقين الاسرائيليين اليوم هنا و هنا

و في هذا السياق يأتي رفض حماس و بقية الفصائل الفلسطينية المبادرة المصرية الغامضة أصلا لأنها تعلم ميدانيا عجز تحقق الاهداف الاسرائيلية.. و بالتالي الحاجة إلى مبادرة أخرى (يبدو أنها جاهزة أصلا و هي على الأرجح تركية ربما يقع إعلانها في إطار إعادة صياغة المبادرة المصرية لأن مصر يجب أن تكون مشاركة في أي ترتيبات قادمة) تعكس موازين القوى الحقيقية في الميدان و من ثمة يكون على رأسها مطلبي وقف إطلاق النار (حقيقي و ليس من جانب واحد) مقابل رفع الحصار و الاتفاق تباعا على ترتيبات فتح المعابر بمشاركة جميع الأطراف.. و هما المطلبين الذين قدمتهما حماس قبل العدوان الحالي... إضافة إلى ذلك تبقى نقطة واحدة: كيفية إخراج وجود "مراقبين دوليين" عوض "قوات دولية" على الحدود الفلسطينية.... موقف أحمد يوسف البارحة (هدنة في غضون 48 ساعة) يبدو أنه نتاج لقراءة التطورات المحتملة للوضعية الميدانية خاصة محدودية حدوث "المرحلة الثالثة" من عملية "الرصاص المسكوب"