الخميس، جانفي 08، 2009

مغزى القرار الأممي بوقف إطلاق النار

في نهاية الأمر تقديرات أحمد يوسف مستشار هنية كانت صحيحة...

أولا، القرار انتهى عمليا بالموافقة على مطالب حماس السابقة للعدوان (كيفما هو واضح في رواية كارتر هنا لطريقة إقامة التهدئة) و بالتحديد وقف متبادل لإطلاق النار و رفع الحصار.. و طبعا الانسحاب الاسرائيلي من غزة
ثانيا، وقع تأجيل القضايا الإجرائية و بالتحديد تراتيب رفع الحصار... و هذاية يعني أنه بالرغم من الدعوة لوقف "فوري" لإطلاق النار فإنه وقف إطلاق النار صعيب بش يكون فوري (بالمناسبة القرار كان بش يكون إلزامي بشكل مطلق بوصفو "بيان رئاسي" لكن وقع التراجع و جعلو إلزامي لكن بتأثير أقل هنا).. فمة مفاوضات ميدانية ستقوم بالترجمة الميدانية لتراتيب القرار.. و في المستوى هذا بش يصير الشي إلي رفضتو إسرائيل أي مشاركة حماس عمليا في صياغة وقف إطلاق النار
ثالثا، إسرائيل بدرجة أولى و الولايات المتحدة بدرجة ثانية و فرنسا بدرجة ثالثة حبو يأجلو إعلان القرار... ردود الفعل الإسرائيلية المبدئية إعلاميا على الأقل تدل على رفض إعلان القرار الآن (هنا).. لكن واضح أنو في نهاية الأمر الموقف الإسرائيلي بقي منفردا حتى الولايات المتحدة مالت لإعلان قرار فوري.. الواضح أنو فشل حملة العلاقات العامة الإسرائيلية (مزيد التفاصيل هنا) خاصة بعد المجازر ضد المدنيين في مواقع أممية أدى لتراجع الموقف الامريكي الرسمي على رفض القرار
رابعا، و الأهم في رأيي، رفض إسرائيل للقرار لا يعني ثقتها في أنها بش تحقق أهدافها لو تحصلت على مزيد من الوقت.. كيفما قلت قبل (هنا) أنو أهم مرحلة في العملية العدوانية هي "المرحلة الثالثة" أي اقتحام المناطق الحضرية كان جيش الاحتلال يتلكأ في تطبيقها... و هذا يعكس أنو في نهاية الأمر لم تكن هناك رغبة إسرائيلية جدية في تنفيذ عملية مواجهة عسكرية مع فصائل المقاومة الفلسطينية.. و بالتالي القرار في نهاية الأمر أنهى المأزق العسكري الاسرائيلي إلي بش يحاولو يوريو أنهم ضد القرار

أخيرا... العركات الجاية بش تكون حول: أولا، طريقة رفع الحصار... فمة عركة الآن حول رفع معبر رفح هل يكون بشكل فوري أم مبعد (هنا)... ثانيا، فمة مشكل وضعية السلطة الفلسطينية و تحديدا وضعية محمود عباس بالرغم إلي انتهى دستوريا وجودو كرئيس للسلطة و فمة تحاليل ترى إلي القرار الأممي و وقف إطلاق النار الوسيلة الوحيدة لمحاولة إنقاذ شرعية عباس (هنا)... ثالثا، معركة شرعية حماس ماشية بكل تأكيد لمصلحة تأكيد شرعيتها دوليا.. ليس فقط بالترتيبات الميدانية لتطبيق القرار لكن بالمؤشرات الأولية لرغبة الادارة الامريكية الجديدة بالحوار معاها حتى عبر قنوات سرية في البداية كيفما يأكد التقرير هذا في صحيفة الغارديان متاع نهار الجمعة 9 جانفي

التسعة بنود الواردة في القرار 1860

1. The Security Council stresses the urgency of and calls for an immediate, durable and fully respected ceasefire, leading to the full withdrawal of Israeli forces from Gaza.

2. The Security Council calls for the unimpeded provision and distribution throughout Gaza of humanitarian assistance, including of food, fuel and medical treatment.

3. The Security Council welcomes the initiatives aimed at creating and opening humanitarian corridors and other mechanisms for the sustained delivery of humanitarian aid.

4. The Security Council calls on member states to support international efforts to alleviate the humanitarian and economic situation in Gaza, including through urgently needed additional contributions to UNWRA and through the Ad Hoc Liaison Committee.

5. The Security Council condemns all violence and hostilities directed against civilians and all acts of terrorist.

6. The Security Council calls upon member states to intensify efforts to provide arrangements and guarantees in Gaza in order to sustain a durable ceasefire and calm, including to prevent illicit trafficking in arms and ammunition and to ensure the sustained reopening of crossing points on the basis of the 2005 Agreement on Movement and Access between the Palestinian Authority; and in this regard, welcomes the Egyptian initative, and other regional and international efforts that are underway.

7. The Security Council encourages tangible steps towards intra-Palestinian reconciliation including in support of mediation efforts of Egypt and the League of Arab States as expressed in the 26 November 2008 resolution, and consistent with Security Council Resolution 1850 (2008) and other relevant resolutions.


8. The Security Council calls for renewed and urgent efforts by the parties and the international community to achieve a comprehensive peace based on the vision of a region where two democratic states, Israel and Palestine, live side by side in peace with secure and recognized borders, as envisaged in Security Council Resolution 1850 (2008), and recalls also the important of the Arab Peace Initiative.

9. The Security Council welcomes the Quartet's consideration, in consultation with the parties, of an international meeting in Moscow in 2009

3 التعليقات:

samsoum يقول...

Tarek, what do you make of the US congress resolution that will probably pass tomorrow? Is this a political message to Obama from his fellow democrats since he is ready to open comm channels with Hamas?

عبرات، ألم و أمل يقول...

شكرا لتحاليلك أخ طارق. حسب فهمي المتواضع للوضع، إسرائيل تتخبط الآن خصوصا بعدما فشلت الحرب البرية في تحقيق أهداف هلامية للترويكا الأمنية الإسرائيلية في مقابل صمود الجبهةالداخلية لغزة وقدرة المقاومة على مواصلة إطلاق الصواريخ. وهذا ما جعل إسرائيل ترتكب مجازر ضد المدنيين (قصف الأنروا نموذجا) وتصعيد الحرب النفسية ضد المدنيين في غزة (المنشورات والمكالمات) في محاولة لإرباك الجبهة الداخلية لغزة وتأليبها ضد حماس.
أعتقد أن إسرائيل ستنتهي بقبول أي تسوية معقولة ولكن بعد أخذ ورد وذلك لإيهام الناخب الإسرائيلي بأن الجيش قد نجح في القيام بالمهمة. أما قبول الولايات المتحدة بهذه التسوية فيعود في نظري لتسلم أوباما السلطة الفعلية والضغط الناتج عن ذلك خصوصا إذا واصلت إسرائيل استهداف المدنيين. لكن مابقي غامضا في نظري هو الدور الفرنسي! هل هو فقط مجرد بحث عن دور فرنسي طلائعي على المستوى الأوروبي أو هو يتجاوز ذلك إلى مخطط استراتيجي الهدف منه عودة فرنسا كقطب على المستوى الدولي خصوصا أمام التخبط غير المسبوق للولايات المتحدة؟
شكرا...

Tarek طارق يقول...

سمسوم.. القرار هذا مش متناقض ضرورة مع مبادرة محتملة من أوباما للحوار مع حماس... الجزء المتعلق بحماس (النقطة 2 من الصفحة 4) هو بش يكون أحد أسس التفاوض مع حماس... طبعا نتصور فمة وجهات نظر مختلفة حول معنى التفاوض مع حماس.. فمة شكون يحبها تقبل بالشروط هذيكة بدون نقاش و فمة شكون يحب يبدى معاها خطوات عملية للتعاون الميداني (كيفما صار مع منظمة التحرير في السبعينات في لبنان كيفما تم التلميح بيه في المقال متاع الغارديان).. نتصور فمة شكون في الادارة الجديدة إلي يحب يمشي في الاتجاه هذاكة... في كل الأحوال هذية رؤية جديدة بش تقلق الاستبليشمانت إلي في إسرائيل و ربما تلزو أنو يبادر باتصالاتو الخاصة

عبرات.. أهلا بيك... تقريبا نتقاربو في التحليل العام للموضوع هذا.. بالنسبة للدور الفرنسي يظهرلي مفتاح فهمو هو شخصية ساركوزي.. ساركوزي يحب يسجل نقاط في وقت فرغ الادارة الامريكية.. يحب يكون عندو دور رئيسي في اطار دور الرعاية إلي يتمنى يحققو من خلال مشروع "الاتحاد المتوسطي"... لكن المشكلة و هي ذاتها المشكلة الفرانسوية من نهاية الحرب العالمية الثانية هو أنو الأهداف أكبر من الامكانيات... الفرنسيس مازال مش منجمين يقبلو محدودية القدرات الفرانسوية... مثلا رغم أنو الزيارات المكوكية قام بيه ساركوزي في ليامات السابقة إلا أنو المبادرة في النهاية تم اعتبارها "مصرية" مش فرنسية.. البارح بالرغم أنهم مشاركين في صياغة المبادرة و أنهم شادين موقع "رئيس" جلسة مجلس الأمن إلا أنهم فشلو في فرض تأجيل التصويت لمزيد إدماج "المبادرة المصرية" في القرار الاممي