قصص الأطفال و العامية و لعن الشيطان
كتب الصديق سماح إدريس، في افتتاحية العدد الجديد من مجلة الآداب (عدد صيفي يحتوي شهور جويلية و أوت و سبتمبر و الذي لم ينشر بعد و لكن سيصدر في الأيام القليلة القادمة) ، عن موضوع أصبح شديد الأهمية نظرا للالتباسات الكبيرة المحيطة به و لاستتباعاته السياسية و الفكرية. في نصف هذا المقال (النصف الآخر يتعلق بأحداث مخيم نهر البارد) ناقش سماح موضوع علاقة العامية بالفصحى في أدب الأطفال (و هو كاتب قصص أطفال يشهد نجاحا ملفتا في لبنان) و أيضا بأهمية الحفاظ على مستوى من التفاعل بين كل منهما... تبدأ الحكاية مع إلغاء جولة كان سيقوم بها لتسويق مجموعة كتبه في إحدى الأقطار الخليجية غير أن أحد الممولين الرئيسيين للجولة (و هي مدرسة خليجية) سحبت دعمها بسبب أن كتب سماح "لبنانية أكثر مما ينبغي" لاستعمالها مصطلحات "عامية"... و أيضا بسبب "التجديف في الدين" من خلال استعمال لفظ "ملعون" في وصف شخصية إيجابية عوض استعمالها في وصف الشيطان (؟!)... أدى ذلك الى إلغاء الدعوة.... حاجج سماح ضد هذا الرد من جهة أولى بالتدليل على أن الكثير من المصطلحات العامية لها جذور في الفصحى و هو ما ينطبق على المسطلحات التي كان استعملها في كتبه.... و هذه نقطة مهمة: حيث فعلا ننسى أن الكثير من المطلحات التي تبدو "عامية تماما" هي فصحى في جذورها التاريخية.... مثلا "نقز" (فقز) و "زهقان" (ضجر) برغم عاميتها الواضحة إلا أنها تاريخيا تنحدر من الفصحى.... من جهة ثانية رد سماح على نقطة استعمال "ملعون" في "غير موضعها" بأن تلك ملاحظة لا تفهم مبدأ لغويا و اصطلاحيا بديهيا و هو قانون "توسيع الدلالة"... و هو ما يعني استعمال حتى مصطلحات هي في العادة سلبية لوصف أمر إيجابي... و ضرب مثلا على ذلك كلمة "شاطر" و هي كلمة تم استعمالها تاريخيا لوصف "المتحيلين" و لن أصبحت تستعمل في إطار وصف "الأذكياء" و "الحاذقين".... ملاحظات مديرة المدرسة الخليجية شملت أيضا رفضها استعمال كلمات أجنبية مثل "بيتزا" و "أوكي"... و هذا فعلا أمر مثير... هل الاعتراف بوجود هذه الاستعمالات اليومية سيؤدي مثلما يقول سماح لانهيار لغة القرآن؟... طبعا لا... أعتقد أن أفضل طريقة للتواصل مع الطفل هي التكلم معه بلغة يفهمها و تشعره بالقرب... و بالرغم من أن تلك معادلة صعبة و لكن أعتقد أنها ممكنة (و ضرورية في كل الأحوال) إن أفضل طريقة للحفاظ على الفصحى هو إقحامها ضمن ظرفيتها التاريخية و ملما قلت سابقا يبدو أن من بين الطرق التي تسمح القيام بذلك هو التفاعل مع اللغات الأجنبية التي تشهد نهوضا... و الحقيقة كانت تلك الطريقة التي سمحت للفصحى دائما بالبقاء و الاسنمرار كل هذه الفترة طبعا هذا إضافة الى أنها اللغة الحاملة للقرآن... و من البديهي أن يكون ذلك مهما إذا تم منذ الصغر.... و لهذا فإن الصديق سماح يساهم بمجهود مميز و يستحق التحية في هذا الإطار و أتمنى أن تنتشر كتبه في أسواق عربية جديدة لا تهتم كثيرا أين تتم استعمال كلمة "ملعون" و لا تشعر بالقلق من استعمال ما يبدو أنه كلمات عامية في حين أنها فصحى
بالمناسبة العدد الجديد لمجلة الآداب سيحتوي ملفا لعدد من المقالات حول موضوع "العلمانية"... و سيكون أحدها مقالا كتبته بعنوان "السرديات الشمولية لعلاقة الدين بالدولة و تاريخانيتها"... و الذي سيصدر في العدد المطبوع و كذلك سيكون من المقالات التي ستصدر في موقع المجلة الالكتروني
بالمناسبة العدد الجديد لمجلة الآداب سيحتوي ملفا لعدد من المقالات حول موضوع "العلمانية"... و سيكون أحدها مقالا كتبته بعنوان "السرديات الشمولية لعلاقة الدين بالدولة و تاريخانيتها"... و الذي سيصدر في العدد المطبوع و كذلك سيكون من المقالات التي ستصدر في موقع المجلة الالكتروني
9 التعليقات:
Let us know when the article is online.
of course BTB I'll do... you know me bich na3mil 3alih fazza3a l'article
:))
@Tarek.
Cette revue est-elle disponible à la vente en Tunisie ?
oui.. elle est disponible...
يا طارق ماعادش غريبة اللهجة العامية على مدارسنا يمكن العربية هي اللي بدات غريبة امام خليط من اللغات المستهجنة وزيد العام الجاي باش تولي ضوارب اللغات الاجنبية موازية واكثر من ضوارب لغتنا الاصلية شد عندك تلميذة كتبت في موضوع الانشاء كلمة حيث الثاء مربوطة ولما سالها الاستاذ قالتلو سيدي ماهو فمة تاء مربوطة وتاء مفتوحة علاش الثاء ما تكونش كيفهم؟؟؟؟وللحديث بقية
لقد دعوتك لتشاركنا مطالعاتك
تحياتي
حاضر يا سي آدم لكني توة على أبواب سفر (مرة أخرى) و بالتالي بعد أيام قليلة انشالله... شكرا على الدعوة
أبوناظم هذية طفلة عبقيرية.... على الاقل عندها منطق.... و الله فاهمك... الوضعية هكاكة و برة... نعرف.... أما فما طريق وسطى في التوفيق بين الاستعمالات و الاهتمامات الجديدة و القواعد الأساسية متاع الفصحى... و هذاية يظهرلي إلي يحاول بش يعملو واحد كيفما إدريس
les gens qui détiennent un pouvoir quelconque dans le monde Arabe ont cette sale manie de tout faire bloquer, ceci s'implique à l'aspect concerénant l'évolution necessaire de la langue arabe dans ces niveaux respectifs littéraire et dialectal, certains empèchent je dirais presque "religieusement" toute transgression du littéraire au profit du dialectal. En fait c'est aussi symptomatique de l'état de la société , et ce n'est pas à ce niveau que l'on va être plus ouvert et plus tolérant.
إرسال تعليق