في الاسلاموفوبيا... المقال الرابع
إمخر شوية بما اني لاهي شوية ليامات... بسرعة... المرة هذية تحدثت على ابن الوراق... النموذج الرئيسي الي يتحق النتباه لأنو يحب يقدم نفسو كـ"أكايديمي" لكن فمة مشكلة مع الوسط الاكاديمي و لهنا نبداو ندخلو في موضوع "نقد الاسلام" من زاوية اكاديمية... المرة الجاية تركيز على مضمون الكتابات متاعو خاصة موضوع الدراسات القرآنية
رابط المقال... صورة المقال
نص المقال
في الاسلاموفوبيا (4)
عندما يتعرض الخطاب الناقد للاسلاموفوبيا إلى التشويه يتم ذلك أساسا من خلال تصويره كخطاب "أصولي" متواري أو اعتذاري في أحسن الحالات. "أصولي" إذا كان مصدره قادم من إطار إسلامي و "اعتذاري" إذا كان قادما من مصدر غربي. لكن في جميع الحالات يتم تقديم ذلك الخطاب على أنه "معاد للحقيقة". في المقابل يقدم الخطاب الاسلاموفوبي نفسه ضمن إطار "كشف حقيقة الاسلام". و هناك في الواقع تاريخين لخطاب "الحقيقة" هذا. تاريخ "الاسلاموفوبيا الشعبوية" و تاريخ "الاسلاموفوبيا الاكاديمية" كل له شكل "الحقيقة" الخاص به. و في أوساط "إسلامفوبيي الخدمة" أو الاسلاموفبيين المنحدرين من مجتمعات ذات غالبية مسلمة لدينا النوعين. "الاسلاموفوبيا الشعبوية"، و هي التي تبقى سائدة من حيث الكم ( في مواقع إعلامية مختلفة معنونة في السياق العربي بـ"الليبرالية")، هي خطاب شعاراتي ذي بعد واحد يتوجه لاستنهاض العواطف الجياشة و من ثمة يجند من يرغبون في الاستماع اليه بالخصوص، مقابل استفزاز حدي لمن لا يرغبون في الاستماع اليه. الكاتبة الاميركية من اصل سوري وفاء سلطان و التي سنتعرض اليها لاحقا مع آخرين من المشاركين في "قمة الاسلام العلماني" تنتمي إلى هذا النوع. أما النوع الذي يستحق اهتماما خاصا فهو النوع العامل ضمن أشكال أكاديمية و الذي يبني طروحاته على تاريخ "الاستشراق الكولونيالي" و من ثمة يتوارى وراء "سرد نقدي" للاسلام كمنظومة شمولية (عقيدة و تاريخا). هذا النوع من "إسلاموفوبيي الخدمة" ترعرع تحديدا على تخوم نقاش راهن مثير للانتباه بين تيار سائد من المستشرقين لا يمكن المزايدة عليه من جهة استعماله لمناهج النقد الحديثة في التأريخ للاسلام و دراسة مصادره التاريخية بأجناسها المختلفة بما في ذلك الدينية مقابل تيار آخر استشراقي هامشي يحاول إحياء مدرسة "الاستشراق الكولونيالي" في التأريخ للاسلام خاصة منذ سبعينات القرن الماضي. "الاسلاموفوبيا الاكاديمية" في هذه الحالة في صراع مع تيار أكاديمي غربي سائد قبل أن تكون في صراع مع أي طرف آخر. و "إسلاموفوبيي الخدمة" من النوع الاكاديمي هم على هامش صفوف هذا التيار الاسلاموفوبي الاكاديمي الهامشي أصلا. الشخصية المركزية في هذا الفريق من "إسلاموفوبيي الخدمة" من النوع "الأكاديمي" يحمل اسما مستعارا و هو "إبن الوراق" و الذي وصف بأنه "الشخصية المحركة" في تنظيم "قمة الاسلام العلماني". سنقوم في هذا المقال بعرض السياق الأكاديمي الذي يرغب وضع نفسه فيه مقابل تقييم الأكاديميين لعمله. و سننتقل الى مضمون كتاباته لكن خاصة مضمون بعض "الدراسات القرآنية" التي يعيد انتاجها في المقال القادم.
لا توجد حول "ابن الوراق" معلومات دقيقة و مؤكدة بسبب اختياره السرية. لكن من المرجح حسب معطيات متفرقة أشار اليها في حوارات نشرت معه أنه ينحدر من عائلة مسلمة باكستانية، تلقى تعليمه الجامعي في بريطانيا قبل استقراره و فتحه مطعما في فرنسا، ثم أخيرا تردده على الولايات المتحدة بوصفه "باحثا" في "المركز من أجل التقصي" (Center for Inquiry). "إبن الوراق" بقي مجهولا لسنوات قبل الكشف عن وجهه منذ حوالي السنة في اطار "قمة الاسلام العلماني" في ولاية فلوريدا مع الاحتفاظ باسمه الحقيقي سريا. و قد استلهم "ابن الوراق" اسمه الحركي من أحد علماء الكلام الغامضين من القرن التاسع ميلادي و المعروف باسم أبو عيسى الوراق و الذي كتب على الأرجح مع كاتب آخر، أبو الحسين ابن الراوندي، "كتاب الزمرد" و الذي يعتبر المؤلف الأكثر تعبيرا عن التيار الالحادي في الفترة الاسلامية الوسيطة. و عموما يقدم "ابن الوراق" الباكستاني نفسه بأنه لم يقطع مع أصوله الاسلامية فحسب بل يعتبر نفسه ملحدا أساسا.
برز "ابن الوراق" سنة 1995 مع نشره كتابا أثار جدلا إعلاميا بعنوان "لماذا لست مسلما؟" و الذي لم يكن مؤلفا أكاديميا بالأساس بل محاججة على موقفه الالحادي على هامش الجدال الدائر حول سلمان رشدي و على خصوصية الاسلام بوصفه "ايديولوجيا توتاليتارية بطبعها" مع نصوص لامست باحتشام بعض المقاربات الاكاديمية للتاريخ الاسلامي. غير أنه تابع ذلك بإصدار مؤلفات "تجميعية" أو شبه أنطولوجية أي تجمع و تعيد نشر دراسات أكاديمية نشرت سابقا من قبل بعض المستشرقين القدامى (النصف الأول للقرن العشرين) مع مقدمة تؤطرها يطرح فيها أهم آرائه. الكتاب الأول من هذا النوع "أصول القرآن" نشر سنة 1998. و الكتاب الثاني بعنوان "البحث عن محمد التاريخي" نشر سنة 2000. و مع هذين الكتابين بدأت مغامرة "ابن الوراق" في سياق توظيف "إسلاموفوبيي الخدمة" لصراع قائم أصلا بين الاكاديميين المختصين في التاريخ الاسلامي.
العروض النقدية (reviews) القليلة التي نشرت، خاصة بين سنتي 1999 و 2002 من قبل باحثين رئيسيين في الاختصاص مثل فريد دونير (Fred Donner) و تود لاوسن (Todd Lawson)، حول كتابي "ابن الوراق" أجمعت على نقطتين: الأولى، أنهما لم يقدما جديدا ليس لأنهما أعادا نشر دراسات قديمة عمرها يزيد عن القرن أحيانا و لكن أيضا بسبب أن مقدمتي "ابن الوراق" التي كان من المفترض أنهما يؤطران هذه البحوث هي تلخيص "سيئ" و "غير دقيق" لبحوث بعضها من التعقيد إلى درجة ليس من الواضح أنها مفهومة حتى من قبل أقدر المختصين في سيرة الرسول أو "الدراسات القرآنية". النقطة الثانية التي أجمعت حولها هذه العروض النقدية، هي موقف ابن الوراق ذاته الذي تم وصفه بأنه "معادي للاسلام" (anti-Islamic) و "جدالي" (polemicist) بمعنى انعزاله عن المنهج النقدي الاكاديمي و تبعيته لخلفيات سياسوية. و يبدو ذلك منسجما مع اعتبار رموز نيومحافظة تتعامل مع موضوع التاريخ الاسلامي من زاوية "جدالية" هي أيضا مثل دانيال بايبس الاسهام الخاص لـ"ابن الوراق" في السجال الأكاديمي حول سيرة الرسول أو "الدراسات القرآنية" بناء على كتابه الأول و ليس حتى كتابيه الذين خاضا مباشرة في الدراسات الاكاديمية بأنه عمل: "يجلب مطرقة أكاديمية حادة لمهمة تدمير الاسلام... إدانة لواحدة من أكبر ديانات العالم قائمة على بحث دقيق و لامع، و لو أنه فوضوي أحيانا" (دورية "الويكلي ستاندارد" جانفي 1996).
غير أنه من المثير للانتباه أن باتريشيا كرونه (Patricia Crone) كواحدة من أهم المؤرخين المعاصرين للاسلام و أحد الرواد الاحياء لما يسمى بـ"مدرسة المراجعة" (revisionism) للتاريخ الاسلامي المبكر، و هي المدرسة التي قامت و تقوم عمليا بإحياء مقاربات "الاستشراق الكولونيالي" بشكل تجاوزها أحيانا و هي تحديدا المدرسة التي تتقرب منها كتابات "ابن الوراق"، تتجاهل تماما الاخير بل تقف موقف الريبة من كتابات "جدالية" من هذا النوع. كرونه، و هي بالمناسبة أستاذة سابقة لي تقوم منذ سنوات قليلة بنقد "مراجعاتها" من موقعها كباحثة في "معهد الدراسات المتقدمة في برنستون"، نشرت في جوان 2008 تقييما عاما لتاريخ الاسلام المبكر بعنوان "ماذا نعرف بالتحديد عن محمد؟" عرجت فيه على التوظيف السياسوي لبعض كتابات مدرسة "المراجعة" المهتمة خاصة بموضوع "الدراسات القرآنية" و التي سقط بعضها في "الهواية" (amateurism) و أقحمت نفسها في سياق "عاطفي" خارج اهداف البحث العلمي من نوع "تلقين المسلمين كيف يجب ان يعيشوا كمتنورين".
ردود الأفعال هذه تؤطر بإخلاص المأزق الذي يوجد فيه نموذج "ابن الوراق". فرغم رغبته القوية في التصرف كأكاديمي إلا أنه يعترض التهميش ليس من قبل الأكاديميين الغربيين المستشرقين المختلفين معه موقفا و منهجا فحسب بل حتى مع أولائك الذين يتقرب منهم بشكل حثيث. في المقابل، و خارج الأكاديميا، و خاصة في حقل "نقد الاسلام" السياسوي النيومحافظ الاسلاموفوبي يجد "ابن الوراق" له أنصارا متحمسين. و هكذا يبدو العنوان الذي يرفعه "ابن الوراق" لكتاباته أي "نقد الاسلام" أو "كشف حقيقة الاسلام أكاديميا" من الزاوية الأكاديمية بالتحديد إشكاليا خاصة عندما يكون عرضة للتجاهل بل أيضا للانتقاد الضمني و المعلن من قبل رموز المدارس الاستشراقية بما في ذلك التي يتقرب منها. إن أدلجة و سياسوية "نقد الاسلام" في هذه الحالة أي عجزه عن التعبير بالمناهج الأكاديمية السائدة و المهمشة حتى يمثل خاصية أساسية لتعريف "الاسلاموفوبيا الاكاديمية". غير أن ذلك لا يجب أن يعني الاستعاضة عن التعرض لمضمون كتابات "ابن الوراق" بشكل مباشر و الأهم من ذلك مدرسة "المراجعة" التي يحاول استنساخها خاصة في حقل "الدراسات القرآنية" الشائك. و سنركز بالتحديد على كتابه "أصول القرآن" و الجدال الدائر بين المختصين حول هذا الموضوع بشكل عام.
0 التعليقات:
إرسال تعليق