الجمعة، فيفري 27، 2009

الانسحاب من العراق.. إمساك العصا من الوسط

بسرعة ملاحظة حول خطة الانسحاب التي أعلن عنها أوباما منذ حين... كنت تعرضت للموضوع في مقال سابق (هنا صورة و هنا في صيغة بي دي أف)... كان عندي الكثير أيضا لقوله في اطار مشروع دراسة مطولة حول السياسة الخارجية للادارة الجديدة مازلت لم أجد الوقت الكافي لإنجازها...

المهم في نهاية الامر أمسك أوباما بالعصا من الوسط... ألغام الادارة المتخلية و من ثمة قيادة الجيش الحالية خاصة الاتفاقية الامنية التي تمدد وجود قوات احتلال الى نهاية سنة 2011 تم إقرارها.. لكن القوة العسكرية التي ستبقى ستكون محدودة (بين 35 ألف و 50 ألف) و بعيدة عن العيان (على الأرجح في ثكنات كبرى في مناطق معزولة في الشمال أو في مناطق شبه صحراوية في الوسط) و الأهم "إنهاء عمليات الحرب" (يعني انخراط القوات الامريكية في عمليات عسكرية روتينية في الداخل) سينتهي في أوت 2010 (أي عوض 16 شهر تم الاعلان عنها في الحملة 18 شهر).. إمساك أوباما العصا من الوسط يعكس نقطة أساسية: وعيه و حقيقة الصراع الراهن (و الذي ستنامى) مع القيادات العسكرية الامريكية أو بعضها على الأقل (تحديدا القيادة الراهنة) و التي من الواضح أنها لم تكن موافقة على الخطة التي تم إعلانها اليوم... مصطلحات مثل "استمعت" (في اشارة لمشاوراته مع هيئة رئاسة الأركان) و "يجب أن نأخذ موقفا" من موضوع مراجعة الخطة العسكرية التي أعلن عنها منذ فوزه بالرئاسة تعكس ذلك... كانت هناك دائما تسريبات حول هذا الصراع خلال الأشهر الماضية...

في جميع الأحوال اليوم تم الاعلان رسميا عن فشل مشروع النيومحافظين في العراق... حيث كان هناك نية معلنة عن خطة للبقاء على الأقل حتى سنة 2050... برغم فوضى الحرب الاهلية التي ساهمت في حدوثها أطراف كيف القاعدة إلي أنو قوى مقاومة عراقية (هي نفسها أخذت موقفا من القاعدة في نهاية الامر) حققت عمليا هدفها: الاعلان جدول محدد للانسحاب الكامل لقوات الاحتلال...

ملاحظة أخيرة: هدف المرحلة الانتقالية لم يتعرض الى "عراق ديمقراطي" بل عراق موحد و مستقر و قادر على العيش في محيطه و حليف لأمريكا... و هذا مدخل للنقطة الأخرى: إيجاد خطة عامة للمنطقة يعني تفاهمات عامة تشمل العراق بما في ذلك مع إيران و سوريا الذين سماهما بالاسم في الخطاب.. الاشارة الأخرى الى سوريا هي موضوع اللائجين العراقيين الذين يوجد معظمهم في سوريا.. تسوية موضوعهم في علاقة بسوريا

3 التعليقات:

samsoum يقول...

Tarek, the message is subtle. Obama was very careful in choosing his words. He said the august 2010 date will be the end of the "combat mission" so that it sounds close to his campaign promise of 16 months to bring the troops back. But at the same time Gates said the remaining troops staying beyond 08/20010 will be involved in anti-terrorism missions that would involve combat..

So he is giving an exit strategy to the neocons, but at the same time he is not fullfilling his campaign pledge specially for Iraqis and the 2011 deal done by the Bush admin is still in place..

The other gain for the neocons is that the decision is not final and could change if the parameters on the field change. So the only way I read this is that there will be troop reduction by 09/2010 if there is no deterioration of the situation on the field but the withdrawal date did not change.

Tarek طارق يقول...

yes samsoum I agree... that's what I said in fact... but still I want to emphasize the symbolic set back of the neocons... the very fact of announcing the intention of "removing ALL forces" could never be uttered by a neocon administration... yet I still think that the economic crisis, the need to focus on Afghanistan and most of all a highly probable increasing pressure by Iraqis (and other actors in the region) from all boards to end the occupation (by political and non political means) would lead to the realization of Obama's intended "end of 1011" FINAL deadline.. this seems to me a realistic scenario especially for an Obama who clearly understands that it's useless to stay there in such highly visible format... all the rhetoric he's doing is for tactical purposes and imagery: the sensitive relation with the military, not wanting to be seen as the president who "surrendered".. etc

laabed يقول...

إن ألإحنلال الأمربكي للعراق سيينواصل 3 سنوات أخرى في فنرة حكم أوباما و الإدارة الأمربكية تـسوق لها على أساس أنها فنرة تـهيئة الإنسحاب و ترتيب البيت العراقي بينما الواقع يقول أنها إستمرار للإحتلال لمدة ستدوم 3/4 المدة الرئاسية لأوياما.و قد بدت تظهر للعيان الصعوبات التي نعترض أوباما في تنفيذ الوعود الإنتخابية و من أهمها الإنسحاب السريع و الا مشروط من العراق و هو في نظري تراجع كبيريعكس ضعف أوباما أمام المؤسسة العسكرية ولربما هي بداية لتنازلات أخرى ستجعل من أوباها رئيسا ضعيفا وشكلي ينفذ قرار تصنعه دوائر و قوى أخرى وهو ما سيشكل خيية أمل كبيرة لدى الناخب الأمريكي و في العالم عموما.