المدونون الإخوان و جماعة الإخوان: صراع أجيال أم برامج؟
نشرت اليوم صحيفة "المصري اليوم" خبرا حول إعتزام عدد من المدونين المنتمين لجماعة "الإخوان المسلمين" المصرية للانشقاق عن الجماعة و تأسيس مكتب إرشاد (أعلى هيئة تنفيذية في الجماعة) "شبابي". يأتي ذلك على خلفية أزمة بين المشرفين على الموقع الالكتروني الرسمي للجماعة "إخوان أون لاين" و بعض المدونين المنتمين للجماعة الذين احتجوا على نشر الموقع لأخبار و صور ظهرت على المدونات من دون الإشارة للمصدر. أدى ذلك بالمدونين المحتجين لتأسيس موقع إلكتروني إحتجاجا على ذلك سموه تسمية طريفة "إخوان أوف لاين". و لكن يبدو أن صراعات لاحقة أدت لإغلاق هؤلاء لموقعهم كما توضح الصورة أعلاه. و كان من الأسئلة التي أفرزها هذا الصراع هو ماهية الصراع ذاته: فهل هو صراع بين أجيال شبابية و أخرى قديمة أم هو صراع أعمق من ذلك حول طريقة تقديم الرؤية الإخوانية و من ثمة صراع برامج؟
في الحقيقة بمتابعتي للمدونين الإخوان في السنين الأخيرة من خلال متابعة مجمل حركة المدونين المصريين لاحظت أولا تعددها و تنوعها من حيث الشكل و الوعي الذاتي بأهمية دور التدوين في العمل الدعائي (حاول مدونو الإخوان مثلا إنشاء رابطة خاصة بهم منذ أشهر--أنظر هنا) و كذلك النفس التجديدي على المستوى البصري و المحتوى في المدونات الإخوانية تحيل على الهوية الشبابية المواكبة للعصر لهؤلاء المدونين... سواء من خلال إدراج أغاني شبابية (صحيح أنها جدية لكن مجرد وجود أغاني جوليا بطرس مثلا ضمن مقدمة الأغاني التي يستمع إليا مدون إخواني مثل "أخ جامعة" مسألة مثيرة للانتباه خاصة عندما نعرف أن هناك تيارا إخوانيا تقليديا متأثر بالأجواء السلفية الوهابية يحرم الموسيقى أصلا)... كما أصبح المدونون الإخوان في صدارة العمل الإحتجاجي الحقوقي الذي يمس حرية التعبير سواء من خلال احتشادهم للدفاع عن زمييلهم المدونين عبد المنعم محمود و محمد القصاص الذين وقع اعتقالهما في أفريل الماضي أو من خلال المشاركة في مبادرات حقوقية تدوينية مثل "يلا نفضحهم" و موقع لمعارضة المحاكمات العسكرية المستمرة في مصر (ضد الإخوان) باسم"إنسى" .
الصراع داخل الإخوان حول برنامجهم في حالة الوصول للحكم متصاعد بقوة داخل قيادة الإخوان (أنظر هنا.... كما جلب انتقادات قيادات إخوانية من خارج مصر--أنظر هنا). و هو صراع في القيادة بين عناصر تقليدية و أخرى مجددة (مثل أبو الفتوح و العريان) و يمكن أيضا أن نطلق عليها بأنها قيادات شبابية مقارنة بالأخرى (مثل مرشد الجماعة نفسه) و لكن أيضا لها علاقة خاصة بالتيارات الشبابية و الطلابية في الإخوان (كان أبو الفتوح و العريان قياديو الجناح الطلابي للإخوان في السبعينات) و هكذا فعلى مستوى الصراع على موضوع البرنامج هناك أيضا و في نفس الوقت صراع على مستوى الأجيال... و لذلك أعتقد أن المدونين الشبان المنفتحين بشكل أوسع على الحوار و الذين يبدون رغبة في مواكبة العصر سواء على مستوى الأسلوب أو المجتوى سيكونون أقرب لمواقف أبو الفتوح و العريان في حال تعمق الصراع حول البرنامج.
سأعود الى موضوع الإخوان عن قريب و لكن في مستوى آخر و بشكل أكثر عمقا: إذ سأنشر في الأيام القريبة مقالا حول الموقف الأمريكي منهم يتجاوز الموقف الخاص بهذا الباحث أو ذاك على أهمية مواقف الباحثين الأمريكيين... و قد كنت أشرت في السابق لمواقف مارك لينش من هذا الموضوع
في الحقيقة بمتابعتي للمدونين الإخوان في السنين الأخيرة من خلال متابعة مجمل حركة المدونين المصريين لاحظت أولا تعددها و تنوعها من حيث الشكل و الوعي الذاتي بأهمية دور التدوين في العمل الدعائي (حاول مدونو الإخوان مثلا إنشاء رابطة خاصة بهم منذ أشهر--أنظر هنا) و كذلك النفس التجديدي على المستوى البصري و المحتوى في المدونات الإخوانية تحيل على الهوية الشبابية المواكبة للعصر لهؤلاء المدونين... سواء من خلال إدراج أغاني شبابية (صحيح أنها جدية لكن مجرد وجود أغاني جوليا بطرس مثلا ضمن مقدمة الأغاني التي يستمع إليا مدون إخواني مثل "أخ جامعة" مسألة مثيرة للانتباه خاصة عندما نعرف أن هناك تيارا إخوانيا تقليديا متأثر بالأجواء السلفية الوهابية يحرم الموسيقى أصلا)... كما أصبح المدونون الإخوان في صدارة العمل الإحتجاجي الحقوقي الذي يمس حرية التعبير سواء من خلال احتشادهم للدفاع عن زمييلهم المدونين عبد المنعم محمود و محمد القصاص الذين وقع اعتقالهما في أفريل الماضي أو من خلال المشاركة في مبادرات حقوقية تدوينية مثل "يلا نفضحهم" و موقع لمعارضة المحاكمات العسكرية المستمرة في مصر (ضد الإخوان) باسم"إنسى" .
الصراع داخل الإخوان حول برنامجهم في حالة الوصول للحكم متصاعد بقوة داخل قيادة الإخوان (أنظر هنا.... كما جلب انتقادات قيادات إخوانية من خارج مصر--أنظر هنا). و هو صراع في القيادة بين عناصر تقليدية و أخرى مجددة (مثل أبو الفتوح و العريان) و يمكن أيضا أن نطلق عليها بأنها قيادات شبابية مقارنة بالأخرى (مثل مرشد الجماعة نفسه) و لكن أيضا لها علاقة خاصة بالتيارات الشبابية و الطلابية في الإخوان (كان أبو الفتوح و العريان قياديو الجناح الطلابي للإخوان في السبعينات) و هكذا فعلى مستوى الصراع على موضوع البرنامج هناك أيضا و في نفس الوقت صراع على مستوى الأجيال... و لذلك أعتقد أن المدونين الشبان المنفتحين بشكل أوسع على الحوار و الذين يبدون رغبة في مواكبة العصر سواء على مستوى الأسلوب أو المجتوى سيكونون أقرب لمواقف أبو الفتوح و العريان في حال تعمق الصراع حول البرنامج.
سأعود الى موضوع الإخوان عن قريب و لكن في مستوى آخر و بشكل أكثر عمقا: إذ سأنشر في الأيام القريبة مقالا حول الموقف الأمريكي منهم يتجاوز الموقف الخاص بهذا الباحث أو ذاك على أهمية مواقف الباحثين الأمريكيين... و قد كنت أشرت في السابق لمواقف مارك لينش من هذا الموضوع
5 التعليقات:
موضوع مثير فعلا يا طارق ويحتاج متابعة
من الحاجات اللّي نعشقها في المجتمع المصري هي هذي الحيويّة والحركيّة اللّي يتميّز بيها في كلّ الميادين من السّياسة إلى الفنّ.
لو كان جاء عندنا ربع الحيويّة هذي رانا عملنا القهرّ.
بالنّسبة لموضوع الإخوان المسلمين, أنا نعتقد اللّي عاجلا أم آجلا, باش يضطرّوا لتغيير الخطاب متاعهم نحو مزيد من الإعتدال تحت ضغط المجتمع العظيم (بعدده وبعدم تجانسه) هذا.
ـ
لا هى صراع أجيال لأن فى من جيل الشباب من يوافق الشيوخ
وفى من جيل الشيوخ من يوافق الشباب
مع تحفظى أصلاً على حكاية الأجيال والشباب والشيوخ
بس أهو مجازاً
ولا هى صراع برامج
لأن البرنامج واحد
إلا إذا كنت حضرتك شايف إن اللى بيقول الموسيقى حرام
واللى بيسمع جوليا بطرس
أصحاب برامج مختلفة
المشكلة فى الأصل هى صناعة صحفية بشكل بحت
وإن وجدت المشكلة حتى
فهى شديدة المحدودية
وأنا باتجه لإتهام ضعف التواصل بالتسبب فى هذه المشكلة
بس كده
والله انا شايف ان السوال ممكن يزيد حتة صراع اجيال ام برامج ام مصالح ام افكار ؟
ممكن نقول صراع اجيال وصراع افكار
لان الجيل اللى عاش فترة قديمة من الزمن ايام الخمسينات والسبعينات كان له فكره يتماشى مع الواقع حينها وللاسف حصل جمود فكري وبخاصة فى التربية السياسية فاصدطم مع جيل الشباب الجداد وفهمهم للواقع وتطوراته فمننكرش ان فيه صراع اجيال يرتبط بصراع افكار
كل التحية
إرسال تعليق