الجمعة، ماي 04، 2007

Gabriel Garcia Marquez




قرأت كثيرا لماركيز. في سن مبكرة و لكن حتى الآن. قرأت له بثلاث لغات إلا لغته الأصلية. رغم سهولة الإسبانية فإني لم أقدر حتى الآن أن أجد سببا قويا يجعلني أتعلمها بجدية. على كل. ماركيز كاتب أسطوري يقف على نفس المرتبة مع تشيخوف و تولستوي و كونديرا. طبعا لكل أسلوبه. و أسلوب ماركيز من الكوميديا السوداء قريب جدا من قلبي لسبب أساسي و هو تعبيره عن مجتمعات بعينها أحسب مجتمعي الأصلي من ضمنها. و المثير أن تجارب تعريب روايات ماركيز هي في المجمل ناجحة. و لا أعتقد أن ذلك يرجع لتميز المعربين بل الى خاصية أخرى: تحمل نص ماركيز من حيث مخياله الخصب و لهجته الحادة لاستعدادات (و ليس ضرورة واقع) الخطاب العربي. بهذا المعنى تصبح النصوص المعربة مدخلا ليس لتحوير النص الإسباني بل إلى التأثير على النص العربي بالكشف عن أساليب حكي و لغة غير متوقعة من داخل العربية.

هذه فقرة وجدتها على النت مقتطفة من أفضل روايات ماركيز السياسية "خريف البطريق".

"قرر أن يكون هذا آخر تعذيب يمارسه نظامه، فُقتلت التماسيح، وفككت غرف التعذيب، حيث كان من الممكن هرس كل العظام الواحد تلو الآخر بدون قتل الضحية، وأعلن العفو العام، وشرع في تهيئة المستقبل بفضل فكرة سحرية: كل مشاكل هذا البلد متأتية من أن الّناس لهم الكثير من الوقت للتفكير، فوقع البحث عما يمكن أن يشغلهم. رد الاعتبار إلى ألعاب شهر مارس للزهور، وكذلك للمسابقات السنوية لملكات الجمال. و أسس أكبر ملعب لكرة القدم في منطقة الكراييب، وأُجبر فريقنا على تحقيق الشعار التالي : الانتصار أو الموت. وأعطيت الأوامر لتأسيس مدرسة مجانية للكنس في كلّ ولاية، دأب طلبتها، وقد حمستهم التشجيعات الرئاسية، على كنس الشوارع بعد أن فرغوا من كنس البيوت، وبعد ذلك الطرق الفرعية والأزّقة، بحيث باتت أكداس القمامة تسحب وتنقل من ولاية إلى أخرى من دون أن يعرف أحد كيف يمكن التخلص منها. كانت هذه العملية تتم في شكل مواكب رسمية ترفرف فوقها أعلام الوطن ولافتات كبرى: الله يحفظ أنقى الخلق، هذا الذي يسهر على نظافة الأمة. في حين كان هذا الفظ المنغمس في الّتفكير يجر رجليه البطيئتين، باحثا عن أساليب جديدة لإلهاء السكان المدنيين , كان يشق طريقا بين المجذومين والعميان والمشلولين الذين يتضرعون عنده حتى يناولهم ملح العافية، مباركا باسمه في نافورة الباحة أولاد محمييه وسط و المتزّلفين الفاقدين للحياء واّلذين أعلنوه أوحد"

6 التعليقات:

Big Trap Boy يقول...

T'es sûr qu'il n'est pas "wéld errbatt" cet auteur?

:)

Tarek طارق يقول...

Yes indeed!
:))

Takkou يقول...

Je viens de decouvrir ton blog. Je te presente mes felicitations. Voila, maintenant que les presentations sont faites (???) Je dirais que tout le charme de n'importe quel auteur ou de n'importe quel livre se trove dans salangue d'origine. Ce n'est pas que les traductions sont mauvaises (parfois elles sont excellentes) mais jamais elle ne pourront traduire la magie du tete original. Donc, si tu as le temps ou l'occasion d'apprendre l'espagnol ne la rates pas.
Je reviendrai visiter assez souvent tes deux blogs. Je suis un pationné de l'Islam et de tout ce qui tourne autour.

Tarek طارق يقول...

I can't agree more... the thing is I really can't find enough reasons to really learn Spanish... You know I can manage to read articles in my field (archeology, history of art, history) but that's, of course, different than reading a novel.

Takkou يقول...

Sometimes you can find in a novel a hint or an information about the fields you are studiying that you will never find in an article or a study. Think about it.

Tarek طارق يقول...

Yes I'm sure one can... But still a very long leap...