حرية التعبير السياسي و تسييس قيمة حرية التعبير
في علاقة بالنقاش الذي دار في اليومين الماضيين أواصل الحديث في موضوع رغبة بعض المدونين في القيام بتدوينة "من أجل حرية التعبير". و أرغب في التفاعل هنا تحديدا مع تدوينة قام بها منذ قليل "سمسوم" حيث طرح أفكارا منسجمة كثيرا مع ما كنت طرحته يوم أمس. أريد أن أركز هنا خاصة على مسألة محددة و هي أن مسألة حرية التعبير ربما تلقى بعض التجاهل لأنها وقع تسييسها بشكل مبالغ فيه و من الطبيعي أن ذلك لا يتواءم مع وضع الكثير من الناس (و هذا أمر موجود بالمناسبة في جميع دول العالم بغض النظر عن خلفياتها السياسية) في عدم الرغبة في الإنخراط في أي ممارسة سياسية أو الحرص على التعبير السياسي (بمعنى حركي). و لأكون واضحا هنا لا شك في أن أحد المظاهر الأساسية للتعبير هو الجانب السياسي. غير أن ذلك لا يجب أن يحجب مظاهر أخرى في "حرية التعبير" تمتد من الذاتي إلى العائلي إلى المهني إلى المجتمعي. و في الحقيقة فإن التسييس المبالغ فيه لهذا الموضوع (أي تحويله لمحور صراع سياسي فعلي على أرض الواقع يوجد فيه ما يشبه السلطة أو السلط المرجعية التي تحتكر التكلم باسم الجميع في هذا الموضوع) ربما يساهم في إخفاء طابعه القيمي المجرد و العام و الذي يشمل بالضرورة جميع الناس. ففي نفس الوقت الذي من الضروري فيه فهم حق التعبير السياسي لا يمكن فرض "واجب" التعبير السياسي على جميع الناس لأنه ببساطة هناك أناس لا يرغبون في التعبير السياسي. و هو ما يفسر وجود إشارة ثابتة في مختلف دساتير العالم تمنح حق عدم التصويت في الإنتخابات (و هي في بعض الأحيان أحد مظاهر التعبير السياسي و لكنها يمكن أن تعبر عن ضجر و عدم إيمان بجدوى التعبير السياسي مثلما هو حاصل في مجتمعات ديمقراطية عريقة). و هناك بالمناسبة في الدستور الأميريكي فقرة مثيرة للإهتمام و هي المتعلقة بالبند الخامس و المتمثلة في "حق الصمت". و لكن حتى في هذا المستوى العام و المجرد أريد هنا أن أعيد التأكيد على أن هناك ظاهرة واقعية يجب التنبه لها بشكل دائم: و أن الكثير من الناس لا يرون أي أهمية في الحرص على "حرية التعبير" في أي مجال كان. و هذا طبعا أمر مؤسف... لكن أعتقد من المهم الإنتباه إلى وجوده المؤثر و الساحق أحيانا. و بالمناسبة هذه ظاهرة لا يمكن تعريفها جغرافيا و حسب سلم "التقدم" و "التخلف" فهي تأخذ في أحيان كثيرة طابعا ذاتيا يتجاوز كل الظرفيات. و هو ما يفسر مثلا إستعداد غالبيات شعبية في بعض "الديمقراطيات العريقة" لتقبل أي مطرقة إعلامية في إتجاه سلب بعض حقوقهم الأساسية. على كل حال أعتقد أن مناسبة الحديث عن موضوع "حرية التعبير" يجب أن توفر فرصة للتفكير بعمق حول مختلف هذه المواضيع و من الطبيعي حسب رأيي و من المفهوم أن يتم ذلك مثلما أشرت و أشار بعض المدونين من خلال وجهات نظر ذاتية لكل مدون على حدة بعيدا عن أي أجندة أخرى. و بالنسبة لتاريخ هذه التدوينة فليس من الضروري تحديد تاريخ رمزي معين... حيث يمكن أن يكون التاريخ إعتباطيا مثلما فعل "الأخ القايد" في تدوينة 1 جوان.
أقترح أيضا إفتتاح منتدى (أيضا مثلما فعل "الأخ القايد" في تدوينة 1 جوان) لتبادل المقترحات
في النهاية أتمنى أن لا تتحول هذه التدوينة (في حال تحققها) إلى مهرجان من الشعارات بقدر ما تكون فرصة للتأمل الذاتي الصادق
3 التعليقات:
الأخ القايد يحييك على إلتزامك بواجب الولاء تجاه قائد ثورة الفاتح من جوان ويشكرك على تحذيرك لعامة الشعب من خطورة الإنزلاق وراء الشعارات الغوغائية ذات الأهداف السياسية المناهضة لقراراتنا الريادية واللي ترفعها بعض الأطراف المناوئة لثورتنا المجيدة
:)
ملاحظة شكلية: الأخ القائد يقولك ياريت تكتب بكاراكتار أكبر شوية كيف تكتب الحروف العربية على خاطر عينيّا وجعتني من الحروف الصغيرة وإنتي ما يساعدكش تقعد ثورتنا بقايد أحول لا قدر الله
أيا يا سيدي أهية الكلمة قد الكنتولة.... تفرج و تمتع
:))
هاها، ياخو بخاطرك يا سيدي
إرسال تعليق