ج 2 من ملف "العلمانية في السياق العربي و الاسلامي" في مجلة الآداب
صدر أخيرا العدد الخاص بشهري أكتوبر و نوفمبر من مجلة الآداب البيروتية ليضم كما كان متوقعا الجزء الثاني من ملف "العلمانية في السياق العربي الاسلامي الجزء الأول ) صدر في العدد الماضي الخاص بشهور جويلية و أوت و سبتمبر). هذه المرة العدد يحتوي على مقال لجورج قرم: "ملاحظات منهجية للتعامل مع مفهوم العلمانية في الاطار العربي" حيث أوضح في المقدمة أن الهدف من مقاله هو المساهمة "في وضع الاشكالية ضمن سياقها التاريخي"... مقال ثاني كتبه برهان غليون بعنوان "من العلمانية الى العلمنة".. و في نفس الاتجاه الذي ذهب اليه قرم حاول غليون في البداية أن يدرس "العلمانية كظاهرة تاريخية" و ليس من زاوية مفهومية مجردة... أكثرمقال جلب انتبهي شخصيا هو المقال الرائع لنصري الصايغ "بؤس العلمانية من بؤس العلمانيين"... و الذي يعيد التأكيد على بعض الأفكار التي قلتها المرة الفائتة خاصة في علاقة بنقد الرؤى العلمانية السائدة... و لكن بأسلوب أكثر عفوية.. من بين العناوين الفرعية للمقال: "المشكلة ليست في صلاحية العلمانية بل في صلاحية العلمانيين"... حيث يقوم بالتدليل على ذلك من خلال وقوف جزء هام من العلمانيين اللبنانيين مع الطائفيين في الحرب الأهلية اللبناني... يضم الملف كذلك حوارا مع شخصية مسيحية أجدها ملفتة جدا للانتبه خاصة أني أتعرف عليها للمرة الأولى... هناك أخيرا مقال لزياد الحافظ "العلمانية في الوطن العربي" غير متوفرللأسف على الانترنت
لدي ملاحظة وحيدة على مقالات هذا العدد: إذ هي، بعكس غالبية مقالات المرة الفائتة، التزمت عموما بالموضوع كما هو مقرر من هيئة التحرير مثلما ورد في الكلمة التقديمية المرة الفائتة من قبل ياسين الحاج صالح، حيث يقول":في توجهنا الأولي لإعداد الملف، و في مراسلاتنا مع بعض كتابنا المساهمين فيه تمنينا أن نتمكن من تجاوز الطرح المبدئي و المجرد للعلمانية، و هو الطرح الذي يبشر بها و يدافع عن شرعيتها و يؤكد أنها "الحل"، نحو طرح أكثر تاريخية و اجتماعية" و ختم صالح تقديمه بفقرة يقول في أولها: "قد لا تستجيب أكثر المواد في هذا الملف لهذا التوجه"... و هنا ربما مقال طرابيشي و مقالي الوحيدين في الجزء الأول الذين التزما بهذا الخط... هذه المرة تبدو غاليبة المقالات ملتزمة بالموضوع... حيث أعتقد أن توجه التحرير نحو مقاربة أكثر تاريخية و اجتماعية هو تحديدا ما ينقص البحث في هذا الموضوع حيث هناك ملل من المقاربات التي تتعود على إصدار المواقف و التبشير...
عدد الآداب يحتوي أيضا، و كالعادة، على افتتاحية للصديق سماح ادريس... و مقالات في مواضيع أخرى منها مقال نقدي لأدونيس (غير موجود على شبكة الانترنت)
1 التعليقات:
السلام عليكم أستاذ طارق
أود فقط أن أبدي ملاحظة بخصوص النقطة التي ذكرها الأستاذ نصري الصايغ و التي أدرجتها في سياق دعم لفكرة في تدوينة سابقة للأمانة لم أطلع عليها و لكني فهمت الفكرة من سياق حديثك هنا/ ما أود أن أشير إليه هنا أستاذ طارق هو ما ذكره الأستاذ الصايغ من وقوف العلمانيين اللبنانيين مع الكائفيين في الحرب الأهلية اللبنانية و هنا وقع لدى الكاتب خلط فالقوى العلمانية في الساحة اللبنانية آنذاك و المتمثلة في اليسار اللبناني بشقيه الأساسيين الحزب التقدمي الإشتراكي و الحزب الشيوعي اللبناني عندما آصطفوا في الموقع السني لم يكن آصفافهم هذا من منطلقات آنتماء طائفي و إنما فكري و إيديولوجي حيث مثلت الجهة المقابلة أحزاب اليمين المسيحي بتحالفاته المشبوهة مع الصهاينة و هنا مربط الفرس و مداخل الإصطفاف كان على أسس مبدئية سياسية و قومية بعيدة كل البعد عن الإنتماء الطائفي
إرسال تعليق